القلب الراضي
في العَالم كَثِيرُون مَن يَبحثُون عَن السَّعَادة
وهُم مُتنَاسِين فَضِيلة القَناعَة ، فَالقَناعَة رَأْس الغِنَى ،
الحُزن لَا يَرُد الغَائِب الخَوف لَا يُصلِح المُستَقبَل
و القَلق لَا يُحقِّق النَّجَاح بَل النَّفس السَّوِيَّة و القَلب الرَّاضِي
هُما جَناحَا السَّعادة .
عِندَما تَتمتَّع بِرضَا النَّفس فَإنَّ أصغَر الأشْيَاء تُمتِعك ,
أمَّا عِندَما تَفقد ذَلِك فَإنَّ أكبَر المُتَع تَعجَز عَن إمتَاعَك ،
كَثيِرُون مِن النَّاس يَعتقِدُون أنَّ كُل سُرُور زَائِل
ولَكِنَّهم يَعتَقِدُون أنَّ كُلَّ حُزن دَائِم
فَهُم يُؤمِنُون بِمَوت السُّرُور و يَكفُرون بِمَوت الحُزن .
مَا يَجعَلنا لَا نَستمتِع بِالحَياة هُوَ عَدم الرِّضَا بِما لَدينَا
والتَّطلُّع دَائِماً للآخَرِين مَهما بَلغنَا مِن نَجاحَات فِي الحَياة،
القَناعة وَالرِّضَى سِر السَّعادة والنَّجاح ،
ذِكر الله يُرضِي الرَّحمن ،
ويُسعِد الإنسَان ، ويُخسِىء الشَّيطان ، ويُذهِب الأحزَان ، ويَملأ المِيزَان .
لَيس السَّعِيد فِي هَذا العَالم مَن لَيس لَديْه مشَاكِل
ولَكِن السُّعدَاء هُم أولَئِك الَّذين تَعلَّموا
كَيف يَعِيشوا مَع تِلك الأشْيَاء البَسِيطة الَّتي لَديهِم ويَقتنِعُوا بِها
أن تَكُون سَعِيداً فهَذا لَا يَعنِي أنَّ كُلَّ شَيء مِثَالي ،
لَكِن هَذا يَعنِي أنَّك استطَعت تَجاهُل كُلَّ شَيء غَير مِثَالي .