نساء غير ضروريّات
زينب البحراني- السعودية
ما هو تعريف "المرأة المتميزة" في السعودية؟ انبثق في ذهني هذا التساؤل أثناء متابعتي لـ "هاشتاغ" بعنوان: "سعوديات متميزات" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وبين أسماء الإعلاميات الشهيرات، والأستاذات الجامعيات، وخريجات الدراسات العليا في أوروبا وأمريكا، وحائزات الدروع والجوائز في مختلف المجالات، استوقفت اهتمامي تغريدة لإحدى المتابعات السعوديات قالت فيها بلهجة عفوية تتصاعد منها رائحة العتاب: "أنا جلست اثنعشر سنه أدرس، وأختبر، واجتهدت، وتخرجت، واختبرت قدرات، ودخلت الجامعة، وبيتنا كل يوم أنظفه، وأكنسه، وأستشور شعر أمي كل عرس"؛ معبرة عن شعور ملايين النساء اللواتي يعملن بصمت وصبر لصنع مستقبلهن وجعل العالم الصغير من حولهن أكثر راحة وأمنا للمحيطين بهن دون أن يلتفت لجهودهن وأوجاعهن مخلوق.
لا شك أن في بلدنا آلاف السعوديات المتميزات علميًا وأدبيًا وإعلاميًا؛ لكننا إن دققنا في واقع بيئتنا المجتمعية بنظرة موضوعية فاحصة؛ سنجد أن للصدفة ولعدد من العوامل المادية والأسرية دورا غير صغير في دفع أسماء أولئك النساء لعالم النجومية في مختلف المجالات، ولو أن أي امرأة سعودية نالت حظا طيبا يضعها في المكان الصحيح الذي يثق بمواهبها وقدراتها، وأمام إمكانيات مادية كافية، وتم توفير التعليم الذي تصبو إليه؛ فلن تكون إلا متميزة. وقد يكون حولنا من النساء من كان بوسعهن التميز أكثر من حائزات الجوائز وشهادات التقدير العالمية لو توفر لهن الدعم وفرصة البزوغ، ومنهن من يقاتلن معنويا باستماتة لإثبات ذواتهن بصبر واجتهاد رغم جميع العراقيل، والعقبات، والإحباطات، وبعض القوانين المجتمعية المتحيزة ضد المرأة، ويقفن كجنديات مجهولات وراء نجاح من ينظر لهم الفكر السطحي كـ "منفردات بالتميز"، في حين يتجاهل أدوارهن كأنهن "نساء غير ضروريات"، فائضات عن حاجة الاهتمام !
؛
|