الدراما «التاريخية» السورية تتراجع.. بينما الأعمال «الشامية» تزهو بنجومها!

• 
  
  جمال سليمان وعباس النوري في مسلسل طالع الفضة
  الدمام، تقرير: علي سعيد
  لا شك أن معدل إنتاج الأعمال السورية تضرر هذا العام، بسبب اضطرابات الشارع السوري؛ إلا أن ما يلاحظه المراقبون، أن المحصول الدرامي هذا الموسم، جاء مركزا وجديدا على مستوى الأفكار والموضوعات المختارة بعناية، إن كان للأعمال الاجتماعية أو التاريخية أو حتى للبيئة الشامية. إذ أن قلة الإنتاج، يبدو أنها أبقت الأعمال الرصينة وأزاح كثيرا من المسلسلات العابرة وغير المستوفية لشروط العمل الفني. في الجزء الأول من هذا «الكاتلوج» الدرامي أشرنا إلى صعود الكوميديا هذا الموسم إلى جانب ابتعاد الأعمال الاجتماعية عما سمي بدراما (الأحياء العشوائية) والاقتراب أكثر نحو دراما المدينة بقصصها الإنسانية والعاطفية، كما في مسلسل (الغفران). بينما سنلاحظ في الجزء الثاني؛ انحسار وتراجع عدد الأعمال التاريخية للموسم الرمضاني القادم، خصوصا بعد أن رُحل مسلسل (الفاروق) إلى موسم دراما رمضان (2012)، ليقتصر المشهد على مسلسل هو (دليلة والزيبق) المستلهم من العصر المملوكي وآخر حول شخصية (رابعة العدوية)؛ بينما تستقر الأعمال التراثية الشامية على وتيرة السنوات الماضية، تقريبا.
  
  
  
  
  
  
  رشيد عساف في رجالك ياشام
  
  
  
  
  وفيق الزعيم.. زعيما
  مسلسل (خان الشكر) أو (الزعيم) حسب ما اتفق عليه منتجو المسلسل؛ يشكل تجربة جديدة في دراما البيئة الشامية للمخرج بسام الملا صاحب سلسلة (باب الحارة). المسلسل من تأليف الفنان وفيق الزعيم الذي سبق وأعلن ل»الرياض» عن هذا المسلسل كاشفا في تصريح خاص أن المسلسل سوف يتناول الحياة الدمشقية بين العامين (1918-1920) أي بعد خروج العثمانيين وقبل دخول الفرنسيين. مؤكدا أنه كتب في (الزعيم) دراما مختلفة، سوف تتطرق لحكايات وعلاقات درامية بعيدة كل البعد عن كل ما قُدم. والمسلسل من بطولة وفيق الزعيم ونخبة من نجوم الدراما السورية.
  
  
  
  
  سلاف فواخرجي
  
  
  
  
  
  طالع الفضة
  يسلط مسلسل (طالع الفضة) للمخرج سيف الدين السبيعي؛ الضوء على شخصية مدينة دمشق بين عامي (1914 و1920)؛ مبينا حجم التسامح و التعايش والمحبة بين المكونات الاجتماعية والدينية المختلفة (إسلامية ومسيحية ويهودية). وذلك في»عمل اجتماعي ضمن قالب تاريخي تدور أحداثه في حارة (طالع الفضة) الذي ضم «كنيسا» يهوديا إلى جانب المسجد والمعبد المسيحي؛ حيث يؤكد العمل على الجذور التاريخية لحقيقية التسامح بين مكونات المجتمع السوري. المسلسل سيظهر الشخصيات الشامية في زيها المدني عبر شخوص مثل الخال المحامي (عباس النوري). بينما يجسد (سلوم حداد) شخصية تاجر الذهب أبو نزيه الدهبجي والفنان جمال سليمان بشخصية «عبدالرحمن الشهبندر» ويؤدي الفنان رفيق سبيعي شخصية «طوطح» اليهودي الذي يرفض الرحيل على فلسطين ضمن الهجرات اليهودية.
  
  
  
  
  سامر المصري في دليلة والزيبق
  
  
  
  
  
  رجالك يا شام
  مسلسل (رجال العز) للمخرج علاء الدين كوكش وللمؤلف طلال مارديني؛ بطولة رشيد عساف ونخبة من نجوم الدراما السورية اجتمعت في هذا المسلسل الذي سجل عودة عساف لهذا النوع من الدراما. المسلسل هو عمل بيئة شامية يتحدث عن دمشق، فترة الثلاثينيات من القرن الماضي وهي فترة الاحتلال الفرنسي لسورية. والعمل لا يصنّف كعمل تاريخي فهو لا يوثّق أحداثاً تاريخية بقدر ما يدخل في أعماق حكايا عديدة حصلت في أعماق إحدى الحواري الدمشقية، راصداً مجموعة حكايا شعبية بإطار زماني ومكاني محدد. مخرج المسلسل أكد أن العمل لن يُغيب دور المرأة أو يشوه صورتها كما بعض أعمال البيئة، وإنما سيطرح عدة مواضيع منها تسليط الضوء على قصص حب جرت في ذلك الوقت، ورصد علاقة الرجل والمرأة وسط العادات والتقاليد الشرقية وكيفية التعرض لكثير من الضغوط في ذلك الزمن. المسلسل يضم نخبة من النجوم وهم: هم قصي خولي، منى واصف، رشيد عساف، ميلاد يوسف.
  
  
  
  
  فراس إبراهيم في شخصية محمود درويش
  
  
  
  
  «دليلة والزيبق»
  مسلسل درامي تاريخي تشويقي يتحدث عن الصراع بين أشهر الشطار والعيارين الذي اشتهروا في العهد المملوكي وهم دليلة وعلي الزيبق ابن حس رأس الغول. أحداث مشوقة وقصص حب غير معهودة في دراما لم يسبق أن عرفت على الشاشات العربية كما يقول منتجو العمل. المسلسل بطولة: فارس الحلو، كاريس بشار، وائل شرف، سامر المصري، عابد فهد، فارس، فائز قزق، تاج حيدر، نادين سلامة وآخرين. المسلسل من إخراج سمير حسن و تأليف: هوزان عكو.
  
  
  
  
  
  
  
  
  ميسون أبو أسعد في طالع الفضة
  
  
  
  
  
  مسلسل الدبور
  يستمر مسلسل (الدبور) في جزء ثانٍ؛ إخراج تامر اسحق وسيناريو مؤلف مسلسل (باب الحارة) الكاتب مروان قاووق، ومن بطولة سامر المصري، نادين، جيهان عبدالعظيم، حسن دكاك، سعد مينا، فادي الشامي، وآخرون.
  
  رابعة البدوية.. تلفزيونيا
  تدخل الفنانة السورية نسرين طافش في جدل المقارنة مع النجمة المصرية نبيلة عبيد وهي تقوم بتجسيد شخصية المتصوفة الإسلامية رابعة العدوية في مسلسل «رابعة العدوية.. العشق الإلهي» والذي يتناول سيرة حياة رابعة العدوية من ولادتها وحتى معرفتها طريق الله. المسلسل من تأليف الكاتب عثمان جحا وإخراج زهير قنوع. يذكر أن شخصية رابعة قدمتها السينما المصرية في فيلم عام (1962) للمخرج نيازي مصطفى في واحد من أهم الأعمال الكلاسيكية السينمائية العربية.
  
  
  
  
  
  
  
  
  وائل شرف في دليلة والزيبق
  
  
  
  
  
  محمود درويش.. دراميا
  رحل الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، صيف عام (2008) ولم يخطر ببال أحد، أن تتحول سيرة حياته إلى مسلسل تلفزيوني بهذه السرعة؛ إلا أن السرعة النسبية في نقل حياة درويش إلى الفن الدرامي، لم تكن المعضلة وإنما حول الشخصية التي ستجسد صاحب قصيدة (سقط القناع). الممثل والمنتج السوري فراس ابراهيم تصدى للشخصية؛ وما أن أعلن نيته تجسيد شخصية دوريش في مسلسل يحمل اسم (في حضرة الغياب)، حتى باغتته حملة صحفية تستنكر ما رأت فيه اختطافا لشخصية ثقافية وعربية مهمة؛ معترضة على فراس إبراهيم لأسباب عديدة منها؛ أن معظم أدوار الممثل السوري تأخذ طابع الشر، وهي لا تتلاءم مع شخصية درويش. الأمر الذي دفع فراس إبراهيم للدفاع عن مشروعه الدرامي الذي أخرجه نجدت أنزور وكتبه حسن م. يوسف وقدم له الموسيقى رعد خلف. أما الأغاني فهي للموسيقار مارسيل خليفة. وستجسد البطولة الموازية النجمة سلاف فواخرجي في دور حبيبة الشاعر الراحل.