أو كنتِ تتخيلين ورودا حمراء وعطورا باريسية _ زُففتُ في موكبٍ تزيّنه افئدة الرجال ...
لا ريح لا إعصار لا زلزال
حقا جدتي
عشت في زمن غير هذا الزمن وعالمك غير عالمنا الذي ننتمي إليه
عالم السخاء الروحي والعطاء اللامحدود..
لله درك غاليتي كم كنتِ صادقه وكم نحن مغلوب على أمرنا
فنصائحك لا تزال تتصدر أعماقي ...
صغيرتي .. أعطِ ... وأعطِ ... واستمري ولا تتوقفي ...
كوني كشلال يتدفق نقاءً و صفاء...
لا تنتظري مقابل ما تُعطين .. ستجدي نفسكِ الأقوى في زمن
ضعُفت فيه الهمم وتثاقلت العزائم
ما أمتعه من شعور .. أن تعطِ لا لشيئ إلا تقديرك لذاتكـ
كوني حبيبتي كزهره برية .. وحيدة في حقل راعٍ فقد الأمل بالتجدد والنماء
أو بسمه على وجه أمٍ ثكلى فقدت وحيدها واحتسبته عند عزيز كريم لا تضيع ودائعه ....
حينها سيكمُل المشوار
استمرى
واعطِ
وتأكدي بأنك الأوفى ... بل الأخلص
حبيبتي تخيلي أنك فراشه ملونه تُبهج الآخرين بمنظرها
فتسعد القلوب الحزينه ولو للحظات ...
أو أريج زنبقة بيضاء يشتمها العاجز فتعطيه دفعة
من أثيرها العابق بروح الحياة .. ويستفيق من ظلمته
ليبدل عجزه بالمحاولة من جديد
و كفكفي دمعة زوجة فقدت توأم روحها ....
مكبلا بين أغلال القيد والحرمان ...
يتجرع عتمة الليالي وظلم السجان ..
وتأكدي أن الحق ولو طال انتظاره هو الغالب لا المغلوب...
واعتمري اخيرا قناعة العطاء
واستمري .. حتى وإن خذلك الآخرونـ
رفرفي بجناحيك الصغيرين
وانثري الفجر املا .. واحلمي دوما بالأفضلـ
وراقبي نفسك جيدا حينها تتذوقين لذه العطاء..
//
//
مخرج
ولأ تزال جدتي تحتفظ بذلك الرداء الأبيض
وقنينة العطر المعتق العابقة بأريج الثرى
وأجساد الرجال تحيط بها
كفوفهم ممدودة إليها مخضبة بالحناء ... بلون الأقحوان