أم ترفض استلام ابنها بعد 16 عاماً على فراقه والأب “مختف”
الخليج
لم يتوقع فتى من جنسية عربية، مقيم على أرض الدولة، بأن يكون فاعل الخير المواطن، الذي احتضنه منذ الشهر الأول من ولادته حتى اليوم، أرق قلباً وأكثر حناناً من والديه، اللذين هجراه وتنكرا له، ولم يطيقا رؤيته حتى بعد مرور 16 عاماً على فراقه .
في التفاصيل، تنظر محكمة الأحوال الشخصية في دائرة محاكم رأس الخيمة في جلساتها حالياً القضية الاجتماعية، التي تنطوي على قصة إنسانية مثيرة ومحزنة، تجسدت في تفاصيلها مشاعر إنسانية جياشة ومتضادة في آن واحد، ليقع الفتى، البالغ من العمر 16 عاماً، بين الرقة والعطف من طرف فاعل الخير، والقسوة والنكران من قبل الوالدين .
المحامي محمد جاد المولى، الذي وُكِّل في القضية من قبل المواطن فاعل الخير، قال إن موكله تكفل برعاية الفتى حتى انتهاء الظرف الذي مرّ به والداه، من إحدى الجنسيات العربية، منذ الشهر الأول من ولادته، لكن الأم ترفض حالياً استلام ولدها بعد مرور نحو 16 عاماً على فراقه، وتمتنع حتى عن لقائه، بحجة أسباب نفسية وظروف اجتماعية تحول دون ذلك، في حين أن والده اختفى عن الأنظار، وانقطعت كل وسائل الاتصال به منذ سنوات طويلة .
يضيف جاد المولى أن المحكمة حددت جلستها المقبلة خلال الشهر الجاري لحضور فاعل الخير والأم، والتفاهم بصورة ودية على تسلم الفتى، إذ لم يعد فاعل الخير قادر على تربية الفتى وسط أبنائه من الذكور والإناث، بعد أن أصبح يافعاً، بينما يمر في حالة انكسار نفسي ورهبة وقلق واضح، في ظل المصير المجهول، الذي ينتظره بعد أن علم أن والدته ترفض احتضانه ورعايته .