ما يقضى بين الناس بالدماء يوم القيامة
دماء المسلمين تهدر في كل وقت ومكان على أيدي الزعمات الباطلة وأتباعهم من البلطجية والسفهاء لا يرعون حرمة الدماء .. ولا يحسبون ليوم القيامة حساب
أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ بِالدِّمَاءِ يوم القيامة
عن عَبْدَ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ بِالدِّمَاءِ ))[1]
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحْكَمُ بَيْنَ الْعِبَادِ فِي الدِّمَاءِ ))[2]
قال النووي : فِيهِ تَغْلِيظُ أَمْر الدِّمَاء , وَأَنَّهَا أَوَّل مَا يُقْضَى فِيهِ بَيْن النَّاس
يَوْم الْقِيَامَة , وَهَذَا لِعِظَمِ أَمْرهَا وَكَثِير خَطَرهَا .ا.هـ
قال الحافظ في الفتح : وَفِي الْحَدِيث عِظَمُ أَمْر الدَّم ,
فَإِنَّ الْبُدَاءَةَ إِنَّمَا تَكُونُ بِالأَهَمِّ , وَالذَّنْب يَعْظُمُ بِحَسَبِ عِظَم
الْمَفْسَدَةِ وَتَفْوِيت الْمَصْلَحَة , وَإِعْدَامُ الْبِنْيَةِ الإِنْسَانِيَّةِ غَايَةُ فِي ذَلِكَ .
وَقَدْ وَرَدَ فِي التَّغْلِيظ فِي أَمْر الْقَتْل آيَاتٌ كَثِيرَةٌ وَآثَارٌ شَهِيرَةٌ .ا.هـ
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(( يَجِيءُ الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُتَعَلِّقٌ بِرَأْسِ صَاحِبِهِ –
وفي لفظ : يَجِيءُ مُتَعَلِّقًا بِالْقَاتِلِ تَشْخَبُ أَوْدَاجُهُ دَمًا -
يَقُولُ : رَبِّ سَلْ هَذَا لِمَ قَتَلَنِي ؟ ))[3]
وفي الحديث بيان مدى عظم حرمة الدم عند الله ،
وأن المقتول يأخذ بقاتله ليقاضيه عند الله تبارك وتعالى ،
فما أعظم ذلك وما أرهبه .
قَالَ جُنْدَبٌ رضي الله عنه :
حَدَّثَنِي فُلانٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِقَاتِلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ : سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي ؟
فَيَقُولُ قَتَلْتُهُ عَلَى مُلْكِ فُلانٍ )) قَالَ جُنْدَبٌ : فَاتَّقِهَا .[4]
قال السندي في شرح سنن النسائي : قَوْله ( فَاتَّقِهَا ) أَيْ فَاتَّقِ
هَذِهِ السَّيِّئَة الْقَبِيحَة الْمُؤَدِّيَة إِلَى مِثْل هَذَا الْجَوَاب الْفَاضِح .ا.هـ
ويتبين معنى حديث جندب رضي الله عنه رواية الإمام أحمد :
عَنْ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ : قُلْتُ لِجُنْدُبٍ : إِنِّي قَدْ بَايَعْتُ هَؤُلاءِ يَعْنِي
ابْنَ الزُّبَيْرِ وَإِنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ أَخْرُجَ مَعَهُمْ إِلَى الشَّامِ ، فَقَالَ :
أَمْسِكْ ، فَقُلْتُ : إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ ، فَقَالَ : افْتَدِ بِمَالِكَ ، قَالَ قُلْتُ :
إِنَّهُمْ يَأْبَوْنَ إِلا أَنْ أَضْرِبَ مَعَهُمْ بِالسَّيْفِ ، فَقَالَ : جُنْدُبٌ
حَدَّثَنِي فُلانٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( يَجِيءُ الْمَقْتُولُ بِقَاتِلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي ؟
قَالَ فَيَقُولُ : عَلامَ قَتَلْتَهُ ؟ فَيَقُولُ : قَتَلْتُهُ عَلَى مُلْكِ فُلانٍ ))
قَالَ فَقَالَ جُنْدُبٌ : فَاتَّقِهَا .[5]
فما أوفق هذا الحديث الجليل لواقعنا ، حيث أصبح الكثير من قوات
الملوك والزعماء يقتلون الخلق ويستخفون بدماءهم ويستحلون قتلهم
وإزهاق أرواحهم بأدنى شبهة ، أو بلا شبهة ، لمجرد الحفاظ
على ملك أحدهم ، أو المطالبة بملك لأحدهم ، وإن كان الملك قائمًا
على الظلم والطغيان ورفض لحكم الله وشرعه .. فأين عقول القوم ..
وكيف تسول لهم أنفسهم سفك الدماء !!!
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَفَعَهُ " أَوَّل مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ ,
وَيَأْتِي كُلّ قَتِيل قَدْ حَمَلَ رَأْسَهُ فَيَقُول : يَا رَبِّ سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي "