حدّثوني :
كم جلسِنا الليل نبكي ؟
كم قطعنا الدهر نجري ؟
كم وصلنا و نسينا ما آتينا طالبين !
كم فرحنا و حزّنا ورجِعنا خائِبين
كم تراءى الدهرُ فينا
ضيّع الأحلام مِنّا
وَ نسينا . . أننا للحُب كُنّا خائِنين!
حدّثوني ,
من تناسى أنهُ يعشقُ أُنثى
وَ أحبّت رجُلاً أمسى يُغنّي "يافتاتي يا فتاتي "
أن للُحب جِدارٌ و جِدارٌ قد صنعنا
كيف ننسى أننا نبني بطوبٍ أو حديد أو يدينا
ومضينا . . دون أن نحكي كلينا .
صامتين , نقتُل الحُزن الدفين
ونُغنيّ " قد رحِلنا , قد رحِلنا "
وأنتهت أحلامُنا في ممرّات السنين .
***
لا أذكر أنني بغيابِك أمتُّ للحياةِ بصلة , مُجرّدة من كل شيءٍ إلا من حُبك , مقطوعٌ فيّ حبلُ الأماني وبُترت أحلامُ الوصولِ إلى تحقيقها , في كُل ليلة أُغنيك لحناً وقصيدةً نبطيّةً منشودة , أُقرِّبُ طيفك فيصفَعُني شوقي إليك وما إن أعاوِد تكرارها حتّى أغطُّ في نومٍ عميق .
أزورُكَ في كُل ليلة , وأهمس لك أن طيور الحُب تُغرّد أن يا قاتلي عُد فقد طال المغيب
عُد فـ الأشواق تلطِمُني كل ليلة وتدعُني أنام وفي عيناي مِلحُ الدُموع .
تتعاقبُ طيوفُك وفي كُل مرّة أراكَ مُبتسِما ذا وجهٍ بشوش . أراك وقد ملأت الدُموع عيناك , وقد أحمرّت وجنتاك من فرطِ البُكاء , أراك وإبتساماتُك تخرُج رُغماً عن أنفِ الدموع / البُكاء .
في كُل مرّة يا فدائي
سأنامُ على وِشاحِك وسأحتضِنهُ وكأنني أحتَضنُك سأُقبِّلهُ تماماً
كما تُقبِّلُني الَأشواق , وَ سأنــام .
سأنامُ طالِبةً عودتك , سأنامُ وأحلامُ رجوعِكَ تحفُّني