نستعرض معاً بعض الصور ومعلومات لمدينة تاريخها حافل
بالأحداث وهي مدينة (درنة ) .
هي مدينة جبلية تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال شرق ليبيا ويشطر المدينة مجري الوادي إلى شطرين وهذا الوادي
يسمى وادي درنة وهو أحد الأودية الكبيرة المعروفة
في ليبيا وبفضل موقعها الجغرافي تزخر مدينة درنة بتاريخ
عريق حافل بالأحداث.
فأول من ذكر اسم درنة هو (كلوديوس بطيلموس ) وهو فلكي وجغرافي ظهر في القرن الثاني للميلاد وألف كتاباً في الجغرافيا
وقد قال في كتابه الرابع ( إن برقة تنتهي شرقاً مع حدود مارماريكا
على السمت من منفذ درنة)
ويرى بعض المؤرخون أن درنة كانت عامرة قبل مجيء الإغريق وكانت تعرف باسم( إيراسا) واتخذها الليبيون عاصمة لما يسمى
( مرماريكا ) غير أنه لم يذكر شيئاً عن هذه الدولة التي اتخذت إيراسا عاصمة لها لان وجود عاصمة يدل على وجود دولة .
كان البطالمة كثيراً ما يسمون المدن التي ينشئونها أو وقعت تحت حوزتهم بأسماء ملوكهم وملكاتهم أو بعض معبوداتهم ولم يعرف
عن معبود أو حاكم أو ملك أو ملكة من اليونان سواء في عهد اليونان الأول أم في عهد البطالمة يحمل أسم ( دارنس )
مما يرجح أن هذه الاسم ليبي الأصل أبقاه البطالمة على أصله القديم وأضافوا إليه حرف ( S )
الذي هو علامة الرفع للاسم المذكر في اللغة اليونانية .
قول الأستاذ : علي فهمي خشيم في بحث تاريخي
له بعنوان ( قراءات ليبية ) :
(( أما دارنس فهي مدينة درنة الحالية
وهي كلمة ليبية أيضاً ربما تعني ( بين الجبال )
أو (وسط الجبال ) كما هو موقع درنة.
وفي الثلث الأخير من القرن الهجري الأول برز اسم درنة التي ضمت رفات القائد( زهير بن قيس البلوي) ورفاقه المجاهدون
من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم
– ومن التابعين له رضوان الله عليهم جميعاً ودفنوا جميعاً بدرنة ومن بين رفاق زهير الذيناستشهدوا معه مجاهدان كبيران
هما : ( عبد الله بن بر القيسي ) ، و ( أبو منصور الفارسي).
وبرزت مدينة درنة إلى الإحداث من جديد خلال الحرب السنوات الأربعة في فترة حكم الأسرة القرمنليةالحرب الأمريكية الليبية وأُسرت سفينة فيلادلفيا الأمريكية ذات الأربع والأربعين
مدفع في ميناء درنة.
وقد تعرضت مدينة درنة كغيرها من المدن الليبية الساحلية للغارات الجوية طيلة السنواتالثلاث الأولى من سنوات الحرب
العالمية الثانية التي اشتدت وطأتها بين قوات الحلفاء
و المحور في الشمال الإفريقي وأول غارة جوية استهدفت مدينة درنة كانت من سلاح الجو البريطاني في شهر يوليو من
سنة 1940م فاستشهد عدد من الرجال والنساء والأطفال .
صورة لجامع الصحابة بدرنة
كما تعتبر درنة منطقة سياحية فهي من أحد أبرز المناطق في ليبيا التي تتمتع بمناظرها الخلابة الرائعة ...
العرض العادي
