دروب المُحبين | D55R ™

دروب المُحبين | D55R ™ (https://www.d55r.com/vb/index.php)
-   :: الركـن الإسـلامي :: (https://www.d55r.com/vb/forumdisplay.php?f=6)
-   -   العالم قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم (https://www.d55r.com/vb/showthread.php?t=20604)

♪♥ ɱєƨƙ ♪ 10-15-2015 09:30 PM

العالم قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم
 



قد يتعَّجب البعض من اهتمامنا بالحديث عن العالم قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم
على الرغم من أنه ضرورة من ضرورات التعمُّق في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه؛ وليس ذلك
ترفًا من القول نُسَوِّد به الصفحات، وإنما هو مقدِّمة لازمة لاكتمال فهم السيرة النبوية فهمًا كاملاً.
وذلك لأنه كما قال الأولون: "بضدها تتبيَّن الأشياء", فلا يمكن لقارئ أن يستوعب جمال السيرة النبوية
وكمال صاحبها صلى الله عليه وسلم، ولا أن يُدرك سموَّ مبادئ الإسلام وعظمة تشريعاته إدراكًا تامًّا
إلاَّ إذا رأى مدى الانحطاط الذي وصل إليه العالم قبل الإسلام في كل مجالات الحياة خاصَّة في المجالات
الفكرية والإنسانية، كالعقائد والتشريعات والأخلاق والأسرة والعلاقاتالسياسية بين الدول.
فقد انحدرت كل القيم الإنسانية في طول الأرض وعرضها، ولم يبقَ على الكوكب أحد يتمسَّك بالدين والأخلاق
إلا أفراد قلائل من أهل الكتاب؛ فعن عياض بن حمار المجاشعيِّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ذات يوم
في خطبته فيما يرويه عن ربِّ العزَّة عز وجل:
"... وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ
وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ
وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا. وَإِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ, عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
.

لقد استحقَّ مَنْ على الأرض جميعًا مقت الله تعالى لهم؛ وذلك بسبب الانهيار الذي حدث بوازع من الشياطين
التي ظلَّت تلعب بهم على مدار قرون، حتى "اجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ" كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
http://store2.up-00.com/2015-10/1444857049742.gif
شرعية تذاكر أحوال الجاهلية
وليس في الحديث عن أمر الجاهلية شيء؛ فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتذاكرون أمر الجاهلية في أحاديثهم

ليعرفوا نعمة الله تعالى عليهم بالإسلام، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ينهاهم عن ذلك؛ بل كان الله عليه وسلم يبتسم
فكان ذلك منه إقرارًا لهم على فعلهم؛ فعن سِمَاكِ بن حرب قال: قلتُ لجابر بن سَمُرَةَ رضي الله عنه:
أكنتَ تُجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

قال: "نَعَمْ، كَثِيرًا كَانَ لاَ يَقُومُ مِنْ مُصَلاَّهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ أَوِ الْغَدَاةَ حَتَّى تَطْلُعَ
الشَّمْسُ
فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ"
ونحن في تناولنا لهذه الفترة لن نكتفي بالحديث عن الجزيرة العربية وحدها
وإنما سنتحدَّث عن العالم كله قبل الإسلاموذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بُعِث
للعالمين كافَّة رحمة ونورًا وهداية، قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } [الأنبياء: 107]
فميدان عمله صلى الله عليه وسلم هو الأرض بكاملها في الزمان بأكمله.
كما أن الدعوة والدولة الإسلامية كليهما لهما تقاطعات مع هذه الحضارات في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
فكان هناك مؤيِّدون للدعوة من هذه الحضارات، وكان هناك معارضون، وكذلك كان هناك محايدون، ونحن لن
يمكننا أن نفهم ردود فعلهم إلا بدراسة أحوالهم ودوافعهم لاتخاذ المواقف التي سجلتها السيرة.
http://store2.up-00.com/2015-10/1444857049742.gif
خصائص الحضارات قبل الإسلام
وسنجد أن كل الحضارات الموجودة قبل الإسلام امتازت بخصائص كثيرة متشابهة؛ لعلَّ من أبرزها ثلاثًا:

أما أولها فهو الانحراف العقائدي الكامل؛ حيث فسدت العقائد، وعبد الناس آلهة شتى من دون الله لا تملك لأنفسها
-فضلاً عن أن تملك لهم- ضرًّا ولا نفعًا؛ فعبد العرب الأصنام، وعبد الصينيون بوذا، وعبد الفُرْس النار، وتخبَّط الرومان بين الوثنية
والمسيحية المحرَّفة التي ابتدعوها؛ بينما عَبَدَ المصريون القدماء آلهة متنوعة من الشمس إلى أوهام أخرى كحورس وبتاح وآمون.
وثانية الخصائص هي الانهيار الأخلاقي التام؛ حيث انتشرت الفواحش، ولم يعد الناس يعرفون معروفًا أو يُنكرون منكرًا
بل انقلبت الأحوال حيث أصبح المنكر معروفًا يتداوله الناس جهرًا دون خشية، كما حدث مع الزنا والدعارة مثلاً
فصارت الداعرات ذوات بيوت مُشْهَرَة، كما صارت نسبة أولاد الزنا للزناة أمرًا شائعًا مشروعًا لا ينفيه أحد، ولا تُصيبه معرَّة بسببه.
وأما الخاصية الثالثة فهي التعاظم الشديد في القوة المادية؛ فقد كانت هذه الحضارات دنيوية صِرْفة، لا يهتم ملوكها وحكامها
إلا بالقوة المادية التي تزيد في ملكهم؛ لذا فقد اهتمُّوا بزيادة قوتهم؛ وتكوين جيوش ضخمة
يحاولون بها السيطرة على العالم واستعباد البشر.

http://store2.up-00.com/2015-10/1444857049742.gif
ومن هنا نعلم أن المسلمين حينما انطلقوا للجهاد، وواجهوا تلك الحضارات في صراعات عسكرية
كانوا يُواجهون في الواقع قوى عظمى تملك قدرات عسكرية ومادية هائلة؛ ولكن نجح المسلمون
المجاهدون -بفضل الله تعالى- في الانتصار على هذه القوى بالفرق الواضح بينهم في الجوانب
العقائدية والأخلاقية؛ على الرغم من التفاوت الهائل في القوى المادية.

قصة الإسلام
د : راغب السرجاني


يـہآ لـبےآنہآ 10-25-2015 05:02 PM

جـزآك آلله آلف خـير :34::163:
وجعلهـآ ف ميـزآن حسنـآتـك يـآرب :159::159:
ويعطيك العافيه ع الطرح القيم :114:..>
تقييم :163::163:

♪♥ ɱєƨƙ ♪ 12-02-2015 12:17 PM

رَبِيْ يَعْطِيْكَـ العَآفِيَهِ
عَلِىَ جَمَآلِ مَرُورك,’
لَك كُلً آلوِدْ وَ آلوَرِدُ..
وَأَكالِيلِ النَرجسِ..


الساعة الآن 07:05 PM

Powered by D55R
D55R ™ | [ 2010-2025 ]
جميــع الحقـوق محفوظـة لـ شبـكة دروب المحبيـن ونحـذّر من نسب المواضيـع الحصريـه إلى غير أصحابها