![]() |
من الكرم وكمال المروءة
من الكرم وكمال المروءة ومن الكرم، ألّا تحوج أخاك إلى طلب ما عندك ، بل تُبادره بالعطاء قبل أن يسألك، وتفيض عليه قبل أن يحتاج، وتُغنيه عن مدّ يده إليك، ففي السؤال حرجًا، وفي الانتظار مَذلّة. والكريم الحقّ، هو الذي يقرأ في وجه أخيه حاجته، فيُجري يده بالعطاء، لا يسأله كم يريد، ولا لِمَ يحتاج، بل يعطيه عن طِيب نفس، كأنّما يَردّ وُدًّا بود. وليس الجود أن تعطي إذا سُئلت، فذلك ما يقدر عليه كل مقتدر، ولكن الجود أن تسبق المسألة، وتفطن لحاجة أخيك الخفيّة، لا ترضى له مهانة، ولا تدعه يذوق مرارة الرجاء، إن رأيت في عينه سؤالًا مطويًا، أو لمحت في كلامه تردّدًا، سبقت بالخير. والفقر لا يُذلّ الإنسان ما دام في قلبه عفّة، ولكنّه يُؤلمه إذا اضطرّه إلى أن يطرق بابًا ويستجدي كفًّا. وأرفقَ الناس بالناس، من عرف هذا الألم، فسترَه بالعطاء قبل أن يُفتضح، وداواه بالبذل قبل أن ينطق. فهنيئًا لمن كانت يده ممدودة بالعطاء قبل أن تُمدّ إليه الأكف، وهنيئًا لمن كان فيضه سابقًا للسؤال، فذلك من كرم الأخلاق، وكمال المروءة. |
الساعة الآن 01:04 PM |
™ Powered by
D55R
D55R ™ | [ 2010-2025 ]
جميــع الحقـوق محفوظـة لـ شبـكة دروب المحبيـن ونحـذّر من نسب المواضيـع الحصريـه إلى غير أصحابها