صباحك سُكر ||~
إذا مر يوم ولم أتذكر
به أن أقول صباحك سكر
فلا تحزني من ذهولي وصمتي
ولا تحسبي أن شيئا تغير
فحين أنا لا أقول أحب
فمعناه أني أحبك أكثر
إذ ما جلست طويلا أمامي
كمملكة من عبير ومرمر
و أغمضت عن طيباتك عيني
و أهملت شكوى القميص المعطر
فلا تنعتيني بموت الشعور
ولا تحسبي أن قلبي تحجر
أحبك فوق المحبة لكن
دعيني أراك كما أتصور
أوراق ورديه ||~
لم أعد داريا .. إلى أين أذهب
كل يوم أحس أنك أقرب
كل يوم .. يصير وجهك جزءا
من حياتي .. ويصبح العمر أخضب
وتصير الأشكال أجمل شكلا
وتصير الأشياء أحنى وأطيب
قد تسربت في مسامات جلدي
مثلما قطرة الندى تتسرب
إعتيادي على غيابك صعب
وإعتيادي على حضورك أصعب
كم أنا كم أنا أحبك حتى
أن نفسي من نفسها تتعجب
يسكن الشعر في حدائق عينيك
فلولا عيناك لا شعر يكتب
منذ أحببتك الشموس استدارت
والسماوات صرن أنقى وأرحب
منذ أحببتك البحار جميعا
أصبحت من مياه عينيك تشرب
حبك البربري أكبر مني
فلماذا على ذراعيك أتصلب؟
خطأي .. أنني تصورت نفسي
ملكا , يا صديقي ليس يغلب
وتصرفت مثل طفل صغير
يشتهي أن يطول أبعد كوكب
سامحني إذا تماديت في الحلم
وألبستك الحرير المقصب
أتمنى لو كنت بؤبؤ عيني
أتراني طلبت ماليس يطلب؟
أخبرني من أنت؟ إن شعوري
كشعور الذي يطارد أرنب
أنت أحلى خرافة في حياتي
والذي يتبع الخرافات يتعب ...
:
خمس رسائل إلى امي ||~
صباح الخير يا حلوه..
صباح الخير يا قديستي الحلوه
مضى عامان يا أمي
على الولد الذي أبحر
برحلته الخرافيه
وخبأ في حقائبه
صباح بلاده الأخضر
وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر
وخبأ في ملابسه
طرابينا من النعناع والزعتر
وليلكة دمشقية..
أنا وحدي..
دخان سجائري يضجر
ومني مقعدي يضجر
وأحزاني عصافير..
تفتش –بعد- عن بيدر
عرفت نساء أوروبا..
عرفت عواطف الإسمنت والخشب
عرفت حضارة التعب..
وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر
ولم أعثر..
على امرأة تمشط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها..
إلي عرائس السكر
وتكسوني إذا أعرى
وتنشلني إذا أعثر
أيا أمي..
أيا أمي..
أنا الولد الذي أبحر
ولا زالت بخاطره
تعيش عروسة السكر
فكيف.. فكيف يا أمي
غدوت أبا..
ولم أكبر؟
صباح الخير من مدريد
ما أخبارها الفلة؟
بها أوصيك يا أماه..
تلك الطفلة الطفله
فقد كانت أحب حبيبة لأبي..
يدللها كطفلته
ويدعوها إلى فنجان قهوته
ويسقيها..
ويطعمها..
ويغمرها برحمته..
.. ومات أبي
ولا زالت تعيش بحلم عودته
وتبحث عنه في أرجاء غرفته
وتسأل عن عباءته..
وتسأل عن جريدته..
وتسأل –حين يأتي الصيف-
عن فيروز عينيه..
لتنثر فوق كفيه..
دنانيرا من الذهب..
سلامات..
سلامات..
إلى بيت سقانا الحب والرحمة
إلى أزهارك البيضاء.. فرحة "ساحة النجمة"
إلى تحتي..
إلى كتبي..
إلى أطفال حارتنا..
وحيطان ملأناها..
بفوضى من كتابتنا..
إلى قطط كسولات
تنام على مشارقنا
وليلكة معرشة
على شباك جارتنا
مضى عامان.. يا أمي
وجه دمشق،
عصفور يخربش في جوانحنا
يعض على ستائرنا..
وينقرنا..
برفق من أصابعنا..
مضى عامان يا أمي
وليل دمشق
فل دمشق
دور دمشق
تسكن في خواطرنا
مآذنها.. تضيء على مراكبنا
كأن مآذن الأموي..
قد زرعت بداخلنا..
كأن مشاتل التفاح..
تعبق في ضمائرنا
كأن الضوء، والأحجار
جاءت كلها معنا..
أتى أيلول يا أماه..
وجاء الحزن يحمل لي هداياه
ويترك عند نافذتي
مدامعه وشكواه
أتى أيلول.. أين دمشق؟
أين أبي وعيناه
وأين حرير نظرته؟
وأين عبير قهوته؟
سقى الرحمن مثواه..
وأين رحاب منزلنا الكبير..
وأين نعماه؟
وأين مدارج الشمشير..
تضحك في زواياه
وأين طفولتي فيه؟
أجرجر ذيل قطته
وآكل من عريشته
وأقطف من بنفشاه
دمشق، دمشق..
يا شعرا
على حدقات أعيننا كتبناه
ويا طفلا جميلا..
من ضفائرنا صلبناه
جثونا عند ركبته..
وذبنا في محبته
إلى أن في محبتنا قتلناه...
:
حان الرحيل ||~
يصف الحب بالشرقيه ثم يعود ليقسم بأنه
الابحار دون سفينة ولك ان تتخيل بختصار
كيف ان الوصول محال
واذ ماسألت مثلي يانزار اتعرف للحب معنى
سيصرخ بوجهك قائلا
هو رعشة الاصابع هو ذلك السؤال المطبق على الشفاه
هو جدول من الحزن يسكن اعماقنا
هو تلك الازمات التي اعتادت ان تسحقنا
هو ان نموت لكن تبقى امالنا
هو ثورة البركان التي تجتاحنا لاي شي كما يقول تافه
هل قصدت الغيرة يانزار اذ كان جوابك نعم فقد اخطأت
وعذرا ياسيدي
هو بنظره اليأس والموت هو اليد التي تقتلنا ثم نعود
لنكافئها بالتقبيل
احيانا نبدو كالمجانين بالحب لافرق بيننا وبين ابن الملوح
واحيانا نتخطى اللاواقعيه وبحق تستحق ان تصنف
قصصنا بشكسبيريه
نتوه في دروب نظن بأن ليس لها إلا البداية لكننا نصدم بالنهاية
لا قانون في الحب يحمينا ولا عدالة
اأقول احبك ياقمري
آه لوكان بإمكاني
فأنا انسان مفقود
لاعرف في الارض مكاني
رساله قصيره جدا لاروضة الا لها طائر
لاتبكي ..
ذات ليلة شتويه تلعب بها الرياح
خرج من حيث لادري فأعذرني
هذا السؤال ..
امازلت تذكرني..
امازلت قريب ايها البعيد
اذا ما مر ذكراي سيدي فلم تتذكرني
لاتبكي
اذا ما عانقت روحي السماء فلم تتحرك مشاعرك
لاتبكي
اذ ماسؤلت يوما ماسم حبيبتك فلم تذكرني
لاتبكي
اذ ما تضاربت المشاعر في داخلك فلم تتأوه
لاتبكي
اسمع اسمع معي حديث الصحاري
تلك التي تنبؤك بقدومي
لا لا تغضب قد أعود أو قد لا أعود
فأنا اعلم بأنك لن تكون بنتظاري فانسى امر الوعود
فامتطي يافارسي الاسمر صهوة الفراق
واذ ماناداك صوتي فلم تجب
لاتبكي
اولست حبيبي الذي لم يعلمني معنى العناق
فلما البكاء
مع الرياح اسمع قصائديومع النجوم عانق تشردي
وحينما تنظر الى القمر تذكر
تلك كانت حبيبتي ..
غدا ستعرف معنى رسائلي
وستظل رائحة العطور فوق دفاتري
وسيظل حزني ينتظرك تأتي بسعادتي
وإذ ماتيت بها
لا تبكي
الم يخبروك بعد
لقد ماتت من بعدك مشاعري
\\
اتحبني بعد الذي كانا
اني احبك رغم ماكانا.
\\
كانا اثنين معا لايتفارقان
والنظره من عيون البشر لاتشعرهما بالامان
توأم كانا اجمل من الخيال
وذات يوم انسلخت احداهما فغادرت بسلام
يا لهذا الزمان لقد افترقا
فمتى ياترى يلتقيان
همسه الى روح ( * )
\\
أمور خاصة بالعشاق
\\
نحن لا نبكي إلا في الداخل
نحن نحب العيش بالأحلام
وإذ ما صحونا يصعب إن ننام
للصمت في أفواهنا لغة
يصعب فهمها على بقية الأنام
وكلماتنا في الحب اشبه بالخيال
بختصار نحن لسنا قزما بكلماته يحتال
والشكر موصولا لك يانزار ..
\\
حان الرحيل
قالت تزف بشراها الي
سوف ادنو من الرحيل
عدني بالا تكون في عيشك ذليل
والا تيأس من حلمك الطويل
اخشى من ان اكون قريبه
فتعود لتحطمني الغيره
انت اكذوبة مثالية تحلت بالزينه
انت اسطورة حياتي المسكينه
حان الرحيل
سأجمع اشيائي واضم لصدري كتاباتي
سأغير مجرى حياتي فبعد ان كان يصب فيك
سيصب في قبر وفاتي
لن اعود فقد مزق روحي الصدود
قلبي سيظل دوما لقلبك يسود
\\
رساله قصير جدا
< احتاجك انا .. لكن اين انت واين انا >
:
مخطط لإختطاف إمرأة احبها ||~
فكل السنوات تبدأ بك..
وتنتهي فيك..
سأكون مضحكا لو فعلت ذلك،
لأنك تسكنين الزمن كله..
وتسيطرين على مداخل الوقت..
إن ولائي لك لم يتغير.
كنت سلطانتي في العام الذي مضى..
وستبقين سلطانتي في العام الذي سيأتي..
ولا أفكر في إقصائك عن السلطه..
فأنا مقتنع..
بعدالة اللون الأسود في عينيك الواسعتين..
وبطريقتك البدوية في ممارسة الحب..
ولا أجد ضرورة للصراخ بنبرة مسرحيه:
فالمسمى لا يحتاج إلى تسميه
والمؤكد لا يحتاج إلى تأكيد..
إنني لا أؤمن بجدوى الفن الإستعراضي..
ولا يعنيني أن أجعل قصتنا..
مادة للعلاقات العامه..
سأكون غبيا..
لو وقفت فوق حجر..
أو فوق غيمه..
وكشفت جميع أوراقي..
فهذا لا يضيف إلى عينيك بعدا ثالثا..
ولا يضيف إلى جنوني دليلا جديدا...
إنني أفضل أن أستبقيك في جسدي
طفلا مستحيل الولاده..
وطعنة سرية لا يشعر بها أحد غيري..
لا تبحثي عني ليلة رأس السنه
فلن أكون معك..
ولن أكون في أي مكان
إنني لا أشعر بالرغبة في الموت مشنوقا
في أحد مطاعم الدرجة الأولى..
حيث الحب.. طبق من الحساء البارد لا يقربه أحد..
وحيث الأغبياء يوصون على ابتساماتهم
قبل شهرين من تاريخ التسليم..
لا تنتظريني في القاعات التي تنتحر بموسيقى الجاز..
فليس باستطاعتي الدخول في هذا الفرح الكيميائي
حيث النبيذ هو الحاكم بأمره..
والطبل.. هو سيد المتكلمين..
فلقد شفيت من الحماقات التي كانت تنتابني كل عام
وأعلنت لكل السيدات المتحفزات للرقص معي..
أن جسدي لم يعد معروضا للإيجار..
وأن فمي ليس جمعيه
توزع على الجميلات أكياس الغزل المصطنع
والمجاملات الفارغه..
إنني لم أعد قادرا على ممارسة الكذب الأبيض
وتقديم المزيد من التنازلات اللغويه..
والعاطفيه.....
إقبلي اعتذاري.. يا سيدتي
فهذه ليلة تأميم العواطف
وأنا أرفض تأميم حبي لك..
أرفض أن أتخلى عن أسراري الصغيره
لأجعلك ملصقا على حائط..
فهذه ليلة الوجوه المتشابهه..
والتفاهات المتشابهه..
ولا تشبهين إلا الشعر..
لن أكون معك هذه الليله..
ولن أكون في أي مكان..
فقد اشتريت مراكب ذات أشرعة بنفسجيه..
وقطارات لا تتوقف إلا في محطة عينيك..
وطائرات من الورق تطير بقوة الحب وحده..
واشتريت ورقا.. وأقلاما ملونه
وقررت.. أن أسهر مع طفولتي....
ولا تشبهين إلا الشعر..
لن أكون معك هذه الليله..
ولن أكون في أي مكان..
فقد اشتريت مراكب ذات أشرعة بنفسجيه..
وقطارات لا تتوقف إلا في محطة عينيك..
وطائرات من الورق تطير بقوة الحب وحده..
واشتريت ورقا.. وأقلاما ملونه
وقررت.. أن أسهر مع طفولتي...
:
إلى من يهمها الامر ||~
لن تغرقيني في هواك بشبر ماء
فبداخلي مات المراهق من زمان
وانتهى الرجل البدائي
اصبجت محترفا
وصرت الان ابرع في معاملة النساء
املي شروط الفاتحين على ملايين الظباء
من كل نهد سوف اجبي جزية
واذاعفوت فمن مواقع الكبريائي
حسناء لا تبكي علي
فانت اولى بالرثاء
لست الغبي كما افتكرت
وانما مثلت دور الاغبياء
سيان عندي
ان بقيت،او ارتحلت مع المساء
انا في شؤون الحب،ماعتدت التلفت للوراء
ان تذهبي
لن تسقط الدنيا،ولن تنسد ابواب السماء
ان الكواكب في السماء كثيرة
جدا
وحب الصيف يمحو عادة حب الشتاء
:
حبيبة وشتاء ||~
وكان الوعد أن تأتي شتاء لقد رحل الشتا ومضي الربيع
وأقفرت الدروب فلا حكايا تطرزها ولا ثوب بديع
ولا شال يشيل علي ذرانا ولا خبر ولا خبر يشيع
وهاجر كل عصفور صديق ومات الطيب وارتمت الجذوع
حبيبة قد تقضي العام عنا ولم يسعد بك الكوخ الوديع
ففي بابي يري أيلول يبكي وفوق زجاج نافذتي دموع
ويسعل صدر موقدتي لهيبا فيسخن في شراييني النجيع
وتلتفت الستائر في حنين وتذهل لوحة ويجوع جوع
أحبك في مراهقة الدوالي وفيما يضمر الكرم الرضيع
وفي تشرين في الحطب المغني وفي الأوتار عذبها الهجوع
وفي كرم الغمائم في بلادي وفي النجمات في وطني تضيع
أحبك مقلتة وصفاء عين إليها قبل ما اهتدت القلوع
أحبك لا يحد هواي حد ولا ادعت الضمائر والضلوع
أشم بفيك رائحة المراعي ويلهث في ضفائرك القطيع
أقبل إذ أقبله حقولا ويلثمني علي شفتي الربيع
أنا كالحقول منك فكل عضو بجسمي من هواك شذا يضوع
جهنمي الصغيرة لا تخافي فهل يطفي جهنم مستطيع
فلا تخشي الشتاء ولا قواه ففي شفتيك يحترق الصقيع
:
اقدم اعتذاري ||~
لوجهك الحزين مثل شمس آخر النهار
عن الكتابات التي كتبتها
عن الحماقات التي ارتكبتها
عن كل ما أحدثته
في جسمك النقي من دمار
و كل ما أثرته حولك من غبار
أقدم اعتذاري
عن كل ما كتبت من قصائد شريرة
في لحظة انهياري
فالشعر يا صديقتي منفاي و احتضاري
طهارتي و عاري
و لا أريد مطلقا أن توصمي بعاري
من أجل هذا جئت يا صديقتي
أقدم اعتذاري
:
حبيبتي ||~
حبيبتي إن يسألونك عني
يوما فلا تفكري كثيرا
قولي لهم بكل كبرياء
يحبني يحبني كثيرا
صغيرتي إن عاتبوك يوما
كيف قصصت شعرك الحريرا
وكيف حطمت إناء طيب
من بعدما ربيته شهورا
وكان مثل الصيف في بلادي
يوزع الظلال والعبيرا
قولي لهم أنا قصصت شعري
لان من أحبه يحبه قصيرا
أميرتي إذا معا رقصنا
على الشموع لحننا الأثيرا
وحول البيان في ثوان
وجودنا أشعة ونورا
وظنك الجميع في ذراعي
فراشة تهم أن تطيرا
فواصلي رقصك في هدوء
واتخذي من أضلعي سريرا
وتمتمي بكل كبرياء
يحبني يحبني كثيرا
حبيبتيي إن أخبروك أني
لا أملك العبيدا والقصورا
وليس في يدي عقد ماس
به أحيط جيدك الصغيرا
قولي لهم بكل عنفوان
يا حبي الأول والأخيرا
قولي لهم كفاني
بأنه يحبني كثيرا
حبيبتي يا ألف يا حبيبتي
حبي لعينيك أنا كبير
وسوف يبقى دائما كبيرا
:
عيناكِ واسلحتي ||~
إستعملت معك..
كل الأسلحة التقليدية
و كل الأسلحة المتطورة
من قوس النشاب…
إلى الخنجر اليماني..
إلى الرمح الأفريقي
إلى الصاروخ العابر للقارات.
إستعملت حتى أظافري
لكسر جدار كبريائك….
_2_
و بعدما خسرت خيولي..
وجنودي..
و أوسمتي..
قعدت على مدافعي أبكي
لأنني اكتشفت
أن خرائطي قد سرقت
و جميع برقياتي السرية قد كشفت
و أن أشجع رجالي
تركوني
و التجأوا إلى عينيك السوداوين..
:
عيناكِ واسلحتي ||~
1
هو البحر يفصل بيني وبينك
والموج والريح والزمهرير
هو الشعر يفصل بيني وبينك
فانتبهي للسقوط الكبير
هو القهر يفصل بيني وبينك
فالحب يرفض هذي العلاقة
بين المرابي وبين الأجير
أحبك
هذا احتمال ضعيف ضعيف
فكل الكلام به مثل هذا الكلام السخيف
أحبك كنت أحبك ثم كرهتك
ثم عبدتك ثم لعنتك
ثم كتبتك ثم محوتك
ثم لصقتك ثم كسرتك
ثم صنعتك ثم هدمتك
ثم اعتبرتك شمس الشموس وغيرت رأيي
فلا تعجبي لاختلاف فصولي
فكل الحدائق فيها الربيع وفيها الخريف
هو الثلج بيني وبينك
ماذا سنفعل
إن الشتاء طويل طويل
هو الشك يقطع كل الجسور
ويقفل كل الدروب
ويغرق كل النخيل
أحبك
يا ليتني أستطيع استعادة
هذا الكلام الجميل
أحبك
أين ترى تذهب الكلمات
وكيف تجف المشاعر والقبلات
فما كان يمكنني قبل عامين
أصبح ضربا من المستحيل
وما كنت أكتبه – تحت وهج الحرائق –
أصبح ضربا من المستحيل
3
إن الضباب كثيف
وأنت أمامي ولست أمامي
ففي أي زاوية يا ترى تجلسين
أحاول لمسك من دون جدوى
فلا شفتاك يقين ولا شفتاي يقين
يداك جليديتان زجاجيتان محنطتان
وأوراق أيلول تسقط ذات الشمال وذات اليمين
وجهك يسقط في البحر شيئا فشيئا
كنصف هلال حزين
4
تموت القصيدة من شدة البرد
من قلة الفحم والزيت
تيبس في القلب كل زهور الحنين
فكيف سأقرأ شعري عليك
وأنت تنامين تحت غطاء من الثلج
لا تقرأين ولا تسمعين
وكيف سأتلو صلاتي
إذا كنت بالشعر لا تؤمنين
وكيف أقدم للكلمات اعتذاري
وكيف أدافع عن زمن الياسمين
5
جبال من الملح تفصل بيني وبينك
كيف سأكسر هذا الجليد
وبين سرير يريد اعتقالي
وبين ضفيرة شعر تكبلني بالحديد
6
أحبك كنت أحبك حتى التناثر حتى التبعثر
حتى التبخر حتى اقتحام الكواكب حتى
ارتكاب القصيدة
أحبك كنت قديما أحبك
لكن عينيك لا تأتيان بأي كلام جديد
أحبك يا ليتني أستطيع الدخول لوقت البنفسج
لكن فصل الربيع بعيد
ويا ليتني أستطيع الدخول لوقت القصيدة
لكن فصل الجنون انتهى من زمان بعيد
لكن عينيك لا تأتيان بأي كلام جديد
أحبك يا ليتني أستطيع الدخول لوقت البنفسج
لكن فصل الربيع بعيد
ويا ليتني أستطيع الدخول لوقت القصيدة
لكن فصل الجنون انتهى من زمان بعيد
:
هل انت حقاً تعرف النساء ||~
أحبني كما أنا بلا مساحيق ولا طلاء
أحبني بسيطة عفوية
كما تحب الزهر في الحقول والنجوم في المساء
فالحب ليس مسرحا نعرض فيه أخر الأزياء وأغرب الأزياء
لكنه الشمس التي تضيء في أرواحنا
والنبل والرقي والعطاء
فابحث عن الشمس التي خبأتها في داخلي
أحبني
بكل مالدي من صدق ومن طفولة
وكل ما أحمل للإنسان من مشاعر جميلة
أحبني غزالة هاربة من سلطة القبلية
أحبني قصيدة ماكتبت
وجنة على حدود الغيم مستحيلة
أحبني لذاتي
وليس للكحل الذي يمطر من العينين
وليس للورد الذي يلون الحزن
وليس للشمع الذي يذوب بين أصابع اليدين
أحبني
تلميذة تعلمت مبادئ الحب على يديك
وكم جميل معك الحوار
أحبني إنسانة من حقها أن تصنع القرار
أحبني
بوجهي الضاحك أو بوجهي الحزين
في لحظة هدوء أو في لحظة الجنون
في قلقي وفي غبرتي
في غضبي عليك وفي حنيني
أحبني
من أجل حبي وحده
لا للفراشات التي تطير من خزانتي
أو للمناديل التي تفوح من حقيبتي
أو للعصافير التي تنام في عيوني
أحبني
من أجل فكري وحده
لا لامتداد قامتي أو لرنين ضحكتي
أو شعري الطويل والقصير
أو جسدي المغزول من ضوء ومن حرير
أحبني
شريكة في الرأي والتفكير
لا دمية من ورق
أو حبة من عنب تؤكل في السرير
أحبني
حضارة وقيمة وموقفا
وامرأة شجاعة تحلم بالتغيير
فالحب يا حبيبي قضية كبيرة كبيرة
فهل يا ترى تعرف ما قضيتي
يا أيها العاشق والفارس والمكتشف الكبير
أحبني
برغم ما ارتكبت في الحب من أخطاء ولا تؤاخذني
إذا غضبت أو رفضت أو سبحت عكس الماء
ولا تعاقبني إذا أخطأت في كتابة الأفعال والأسماء
فإنني يا سيدي
ما زلت في بداية الأشياء
فأنت عن يميني والخوف عن شمالي
فكيف يا حبيبي سأقطع الصحراء
أحبني
في أي شهر كان في أي عام كان في إي فصل كان
تحت سماء الصيف أو عباءة الشتاء
وضمني وضمني
حتى نصير قطعة واحدة
وتسقط الحدود بين الأرض والسماء
أحبني
:
حبيبتي هي القانون ||~
أيتها الأنثى التي في صوتها
تمتزج الفضة بالنبيذ بالأمطار
ومن مرايا ركبتيها يطلع النهار
ويستعد العمر للإبحار
أيتها الأنثى التي
يختلط البحر بعينيها مع الزيتون
يا وردتي
ونجمتي
وتاج رأسي
ربما أكون
مشاغبا أو فوضوي الفكر
أو مجنون
إن كنت مجنونا وهذا ممكن
فأنت يا سيدتي
مسؤولة عن ذلك الجنون
أو كنت ملعونا وهذا ممكن
فكل من يمارس الحب بلا إجازة
في العالم الثالث
يا سيدتي ملعون
فسامحيني مرة واحدة
إذا انا خرجت عن حرفية القانون
فما الذي أصنع يا ريحانتي ؟
إن كان كل امرأة أحببتها
صارت هي القانون
:
عيد ميلادها ||~
بطاقة من يدها ترتعد
تفدى اليد
تقول عيدى الأحد
ما عمرها
لوقلت غنى فى جيبنى العدد
احدى ثوانية اذا أعطت عصفورا تلد
وبرهة من عمرها يكمن فيها أبد
ترى اذا جاء غد
وانشال تول أسود
واندفعت حوامل الزهر
وطاب المشهد
ورود وحلوى و أنا يأكلنى التردد
بأى شىء أفد
اذا يهل الأحد
بخاتم
بباقة
هيهات لا أقلد
أليس من يدلنى
كيف وماذا أقتنى
ليومها الملحن
أحزمة من سوسن
أنجمة مقيمة فى موطنى
أهدى لها
الله ما أقلها
من ينتقي
لي من كروم المشرق
من قمر محترق
حقا غريب العبق
آنية مسحورة سبحان من خلق
لو بيدى الفرقد
والدر و الزمرد
فصلتها جميعا
رافعة لنهدها
و محبسا لزندها
هدية صغيرة تحمل نفسى كلها
لعلها
اذا انا حملتها
غذا لها ستسعد
يا مرتجى يا أحد
:
أحبك واقفل القوس ||~
لا أستطيع أن أحبك أكثر
لقد كتبت بالخط الكوفي
على أسوار لاحمام
وأباريق النحاس الدمشقي
وقناديل السيدة زينب
وجوامع الآستانه
وقباب غرناطه
وعلى الصفحة الأولى من الانشاد
وأقفلت القوس
أنت عادة كتابية لا شفاء منها
عادة احتلال وتملك واستيطان
عادة فتح وفتك وبربرية
أنت عادة مشرشة في لحم كلماتي
فاما أن تسافري أنت
واما أن أسافر أنا
واما أن تسافر الكتابه
جمالك
يحرض ذاكرتي الثقافية
ويكهرب لغتي
وأصابعي
وجسد الورقة البيضاء
جمالك
يشعل البروق في أثاث غرفتي
وشراشف سريري
ويربط أسلاك الرجوله
بيني وبين نون النسوه
وتاءات التأنيث
فكيف أتحاشاك يا امرأه
حتى القبح اذا اقترب منك
يصبح جميلا
أنت اللغة التي
يتغير عدد أحرفها كل يوم
وتتغير جذورها
ومشتقاتها
وطريقة اعرابها
كل يوم
أنت الكتابة السريه
التي لا يعرفها
الا الراسخون في العشق
أنت الكلام الذي يغير في كل لحظة
كلامه
كل نهار
أتعلمك عن ظهر قلب
أتعلم خرائط أنوثتك
وسيراميك خضرك
وموسيقى يديك
وجميع أسمائك الحسنى
عن ظهر قلب
كل صباح أدرسك
كما أدرس تفاصيل الوردة
ورقة ورقة
تويجا تويجا
وأذاكرك كما أذاكر
كونشيرتو البيانو لموزارت
أو قصيدة غزل
من العصر العباسي
أيتها المرأة المعجونة بأنوثتها
كفطيرة العسل
والمعجونة بدم قصائدي
ودم شهواتي
يا امرأة الدهشة المستمرة
يا التي بداياتها تلغي نهاياتها
وأولها يلغي آخرها
وشفتها السفلى
تأكل شفتها العليا
أيتها المرأة
التي تتركني معلقا
بين الهاوية و الهاوية
أيتها المرأة المأزق
أيتها المرأة الدراما
أيتها المرأة الجنون
أخاف أن أحبك
:
القُبلة الاولى ||~
عامان مرا عليها يا مقبلتي
و عطرها لم يزل يجري على شفتي
كأنها الآن لم تذهب حلاوتها
و لا يزال شذاها ملء صومعتي
إذ كان شعرك في كفي زوبعة
وكان ثغرك أحطابي وموقدتي
قولي أأفرغت في ثغري الجحيم وهل
من الهوى أن تكوني أنت محرقتي
لما تصالب ثغرانا بدافئة
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
تروي الحكايات أن الثغر معصية
حمراء إنك قد حببت معصيتي
و يزعم الناس أن الثغر ملعبها
فما لها التهمت عظمي و أوردتي
يا طيب قبلتك الأولى يرف بها
شذا جبالي وغاباتي وأوردتي
و يا نبيذية الثغر الصبي إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي
ماذا على شفتي السفلى تركت وهل
طبعتها في فمي الملهوب أم رئتي
لم يبق لي منك إلا خيط رائحة
يدعوك أن ترجعي للوكر سيدتي
ذهبت أنت لغيري وهي باقية
نبعا من الوهج لم ينشف ولم يمت
تركتني جائع الأعصاب منفردا
أنا على نهم الميعاد فالتفتي
:
احبك والبقية تاتي ||~
حديثك سجادة فارسيه
وعيناك عصفورتان دمشقيتان
تطيران بين الجدار وبين الجدار
وقلبي يسافر مثل الحمامة فوق مياه يديك
ويأخذ قيلولة تحت ظل السوار
وإني أحبك
ولكن أخاف التورط فيك
أخاف التوحد فيك
أخاف التقمص فيك
فقد علمتني التجارب أن أتجنب عشق النساء
وموج البحار
أنا لا أناقش حبك فهو نهاري
ولست أناقش شمس النهار
أنا لا أناقش حبك
فهو يقرر في أي يوم سيأتي وفي أي يوم سيذهب
وهو يحدد وقت الحوار وشكل الحوار
* * *
دعيني أصب لك الشاي
أنت خرافية الحسن هذا الصباح
وصوتك نقش جميل على ثوب مراكشيه
وعقدك يلعب كالطفل تحت المرايا
ويرتشف الماء من شفة المزهريه
دعيني أصب لك الشاي هل قلت إني أحبك
هل قلت إني سعيد لأنك جئت
وأن حضورك يسعد مثل حضور القصيدة
ومثل حضور المراكب والذكريات البعيده * * *
دعيني أترجم بعض كلام المقاعد وهي ترحب فيك
دعيني أعبر عما يدور ببال الفناجين
وهي تفكر في شفتيك
وبال الملاعق والسكريه
دعيني أضيفك حرفا جديدا
على أحرف الأبجديه
دعيني أناقض نفسي قليلا
وأجمع في الحب بين الحضارة والبربريه
* * *
أأعجبك الشاي
هل ترغبين ببعض الحليب
وهل تكتفين كما كنت دوما بقطعة سكر
وأما أنا فأفضل وجهك من غير سكر
أكرر للمرة الالف أني أحبك
كيف تريدينني أن أفسر ما لا يفسر
وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني
وحزني كالطفل يزداد في كل يوم جمالا ويكبر
دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين ولا تعرفين
أحبك أنت
دعيني أفتش عن مفردات
تكون بحجم حنيني إليك
وعن كلمات تغطي مساحة نهديك
بالماء والعشب والياسمين
دعيني أفكر عنك
وأشتاق عنك
وأبكي وأضحك عنك
وألغي المسافة بين الخيال وبين اليقين
* * *
دعيني أنادي عليك بكل حروف النداء
لعلي إذا ما تغرغرت باسمك من شفتي تولدين
دعيني أؤسس دول عشق
تكونين أنت المليكة فيها
وأصبح فيها أنا أعظم العاشقين
دعيني أقود انقلابا
يوطد سلطة عينيك بين الشعوب
دعيني أغير بالحب وجه الحضارة
أنت الحضارة أنت التراث الذي يتشكل في باطن الأرض
منذ ألوف السنين * * *
أحبك
كيف تريديني أن أبرهن أن حضورك في الكون
مثل حضور المياه
ومثل حضور الشجر
وأنك زهرة دوار شمس
وبستان نخل
وأغنية أبحرت من وتر
دعيني أقولك بالصمت
حين تضيق العبارة عما أعاني
وحين يصير الكلام مؤامرة أتورط فيها
وتغدو القصيدة آنية من حجر * * *
دعيني
أقولك ما بين نفسي وبيني
وما بين أهداب عيني وعيني
دعيني
أقولك بالرمز إن كنت لا تثقين بضوء القمر
دعيني أقولك بالبرق
أو برذاذ المطر
دعيني أقدم للبحر عنوان عينيك
إن تقبلي دعوتي للسفر
لماذا أحبك
إن السفينة في البحر لا تتذكر كيف أحاط بها الماء
لا تتذكر كيف اعتراها الدوار
لماذا أحبك
إن الرصاصة في اللحم لا تتساءل من أين جاءت
وليست تقدم أي اعتذار
* * *
لماذا أحبك لا تسأليني
فليس لدي الخيار وليس لديك الخيار
:
يوميات امرأة ||~
لماذا في مدينتنا ؟
نعيش الحب تهريبا وتزويرا ؟
ونسرق من شقوق الباب موعدنا
ونستعطي الرسائل
والمشاويرا
لماذا في مدينتنا ؟
يصيدون العواطف والعصافيرا
لماذا نحن قصديرا ؟
وما يبقى من الإنسان
حين يصير قصديرا ؟
لماذا نحن مزدوجون
إحساسا وتفكيرا ؟
لماذا نحن ارضيون ..
تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟
لماذا أهل بلدتنا ؟
يمزقهم تناقضهم
ففي ساعات يقظتهم
يسبون الضفائر والتنانيرا
وحين الليل يطويهم
يضمون التصاويرا
أسائل نفسي دائما
لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟
لكل الناس
كل الناس
مثل أشعة الفجر
لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟
ومثل الماء في النهر
ومثل الغيم ، والأمطار ،
والأعشاب والزهر
أليس الحب للإنسان
عمرا داخل العمر ؟
لماذا لايكون الحب في بلدي ؟
طبيعيا
كلقيا الثغر بالثغر
ومنسابا
كما شعري على ظهري
لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟
كما الأسماك في البحر
كما الأقمار في أفلاكها تجري
لماذا لا يكون الحب في بلدي
ضروريا
كديوان من الشعر
انا نهدي في صدري
كعصفورين
قد ماتا من الحر
كقديسين شرقيين متهمين بالكفر
كم اضطهدا
وكم رقدا على الجمر
وكم رفضا مصيرهما
وكم ثارا على القهر
وكم قطعا لجامهما
وكم هربا من القبر
متى سيفك قيدهما
متى ؟
يا ليتني ادري
نزلت إلى حديقتنا
ازور ربيعها الراجع
عجنت ترابها بيدي
حضنت حشيشها الطالع
رأيت شجيرة الدراق
تلبس ثوبها الفاقع
رأيت الطير محتفلا
بعودة طيره الساجع
رأيت المقعد الخشبي
مثل الناسك الراجع
سقطت عليه باكية
كأني مركب ضائع
احتى الأرض ياربي ؟
تعبر عن مشاعرها
بشكل بارع ... بارع
احتى الأرض ياربي
لها يوم .. تحب فيه ..
تبوح به ..
تضم حبيبها الراجع
وفوق العشب من حولي
لها سبب .. لها الدافع
فليس الزنبق الفارع
وليس الحقل ، ليس النحل
ليس الجدول النابع
سوى كلمات هذى الأرض ..
غير حديثها الرائع
أحس بداخلي بعثا
يمزق قشرتي عني
ويدفعني لان أعدو
مع الأطفال في الشارع
أريد..
أريد..
كايه زهرة في الروض
تفتح جفنها الدامع
كايه نحله في الحقل
تمنح شهدها النافع
أريد..
أريد أن أحيا
بكل خليه مني
مفاتن هذه الدنيا
بمخمل ليلها الواسع
وبرد شتائها اللاذع
أريد..
أريد أن أحيا
بكل حرارة الواقع
بكل حماقة الواقع
يعود أخي من الماخور ...
عند الفجر سكرانا ...
يعود .. كأنه السلطان ..
من سماه سلطانا ؟
ويبقى في عيون الأهل
أجملنا ... وأغلانا ..
ويبقى في ثياب العهر
اطهرنا ... وأنقانا
يعود أخي من الماخور
مثل الديك .. نشوانا
فسبحان الذي سواه من ضوء
ومن فحم رخيص نحن سوانا
وسبحان الذي يمحو خطاياه
ولا يمحو خطايانا
تخيف أبي مراهقتي
يدق لها
طبول الذعر والخطر
يقاومها
يقاوم رغوة الخلجان
يلعن جراة المطر
يقاوم دونما جدوى
مرور النسغ في الذهر
أبي يشقى
إذا سالت رياح الصيف عن شعري
ويشقى إن رأى نهداي
يرتفحان في كبر
ويغتسلان كالأطفال
تحت أشعه القمر
فما ذنبي وذنبهما
هما مني هما قدري
متى يأتي ترى بطلي
لقد خبأت في صدري
له ، زوجا من الحجل
وقد خبأت في ثغري
له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس
له ، مجدولة الخصل
ليخطفني
ليكسر باب معتقلي
فمنذ طفولتي وأنا
أمد على شبابيكي
حبال الشوق والأمل
واجدل شعري الذهبي كي يصعد
على خصلاته .. بطلي
يروعني ..
شحوب شقيقتي الكبرى
هي الأخرى
تعاني ما أعانيه
تعيش الساعة الصفرا
تعاني عقده سوداء
تعصر قلبها عصرا
قطار الحسن مر بها
ولم يترك سوى الذكرى
ولم يترك من النهدين
إلا الليف والقشرا
لقد بدأت سفينتها
تغوص .. وتلمس القعرا
أراقبها وقد جلست
بركن ، تصلح الشعرا
تصففه .. وتخربه
وترسل زفرة حرى
تلوب .. تلوب .. في الردهات
مثل ذبابة حيرى
وتقبح في محارتها
كنهر .. لم يجد مجرى
سأكتب عن صديقاتي
فقصه كل واحده
أرى فيها .. أرى ذاتي
ومأساة كمأساتي
سأكتب عن صديقاتي
عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات
عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات
عن الأبواب لا تفتح
عن الرغبات وهي بمهدها تذبح
عن الحلمات تحت حريرها تنبح
عن الزنزانة الكبرى
وعن جدارنها السود
وعن آلاف .. آلاف الشهيدات
دفن بغير أسماء
بمقبرة التقاليد
صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن
داخل متحف مغلق
نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق
مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق
وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق
بلا خوف
سأكتب عن صديقاتي
عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات
عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات
عن الأشواق تدفن في المخدات
عن الدوران في اللاشيء
عن موت الهنيهات
صديقاتي
رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات
سبايا في حريم الشرق
موتى غير أموات
يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات
صديقاتي
طيور في مغائرها
تموت بغير أصوات
خلوت اليوم ساعات
إلى جسدي
أفكر في قضاياه
أليس هوالثاني قضاياه ؟
وجنته وحماه ؟
لقد أهملته زمنا
ولم اعبا بشكواه
نظرت إليه في شغف
نظرت إليه من أحلى زواياه
لمست قبابه البيضاء
غابته ومرعاه
إن لوني حليبي
كان الفجر قطره وصفاه
أسفت لا نه جسدي
أسفت على ملاسته
وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته
رثيت له
لهذا الوحش يأكل من وسادته
لهذا الطفل ليس تنام عيناه
نزعت غلالتي عني
رأيت الظل يخرج من مراياه
رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه
تحرر من قطيفته
ومزق عنه " تفتاه "
حزنت انا لمرآه
لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟
لماذا الله أشقاني
بفتنته .. وأشقاه ؟
وعلقه بأعلى الصدر
جرحا .. لست أنساه
لماذا يستبد ابي ؟
ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه
كسطر في جريدته
ويحرص على أن أظل له
كأني بعض ثروته
وان أبقى بجانبه
ككرسي بحجرته
أيكفي أنني ابنته
أني من سلالته
أيطعمني أبي خبزا ؟
أيغمرني بنعمته ؟
كفرت انا .. بمال أبي
بلؤلؤة ... بفضته
أبي لم ينتبه يوما
إلى جسدي .. وثورته
أبي رجل أناني
مريض في محبته
مريض في تعنته
يثور إذا رأى صدري
تمادى في استدارته
يثور إذا رأى رجلا
يقرب من حديقته
أبي ...
لن يمنع التفاح عن إكمال دورته
سيأتي ألف عصفور
ليسرق من حديقته
على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه
وابسط فوقها في فرح وعفوية
أمشط فوقها شعري
وارمي كل أثوابي الحريرية
أنام , أفيق , عارية ..
أسير .. أسير حافية
على صفحات أوراقي السماوية
على كراستي الزرقاء
استرخي على كيفي
واهرب من أفاعي الجنس
والإرهاب ..
والخوف ..
واصرخ ملء حنجرتي
انا امرأة .. انا امرأة
انا انسانة حية
أيا مدن التوابيت الرخامية
على كراستي الزرقاء
تسقط كل أقنعتي الحضارية
ولا يبقى سوى نهدي
تكوم فوق أغطيتي
كشمس استوائية
ولا يبقى سوى جسدي
يعبر عن مشاعره
بلهجته البدائية
ولا يبقى .. ولا يبقى ..
سوى الأنثى الحقيقة
صباح اليوم فاجأني
دليل أنوثتي الأول
كتمت تمزقي
وأخذت ارقب روعة الجدول
واتبع موجه الذهبي
اتبعه ولا أسال
هنا .. أحجار ياقوت
وكنز لألي مهمل
هنا .. نافورة جذلى
هنا .. جسر من المخمل
..هنا
سفن من التوليب
ترجوا الأجمل الأجمل
هنا .. حبر بغير يد
هنا .. جرح ولا مقتل
أأخجل منه ..
هل بحر بعزة موجه يخجل ؟
انا للخصب مصدره وأنا يده
وأنا المغزل ...