[ ..تكسيرُ القيود.. ] ما إن يَتَلاشى الظلامُ, ويَتَبَدَد السوادُ و ينتشر النورُ و تبدأ أشعةُ الشمسِ بالتَسلُلِ حتى تتسلل معها عيني للخارجِ الممدودِ حيثُ اللاحدود, حيثُ تكسيرُ القيود للحريةِ في مخيلَتي نظرةً أخرى .. انظرها بِما وراءَ الأجفان كم أعشقُ ذاك المنظرَ حين تبدأُ الطيورَ بفرشِ أجنحَتُها و تعزِفُ لحنها ثم تُحَلِق عالياً بعيداً عن همِها كأنها تترُك أبراح الأمس و تستقبل أفراح اليوم أهوى الحُرية .. الحرية السابحةُ في الأوهامِ .. في مَكْمَن اللامُستَحيل .. هُناك .. بعيداً عن الواقِع دون عقباتٍ أو متاعِب وكأنني أرقصُ فوق الغيوم في محفلٍ بين السماواتِ و النجومِ مع الطيورِ و الكواكبِ التي تحوم أطيرُ حولَ العالَم لأرى كُل تِلكَ البَشرِ صِغاراً حروبهم .. دولهم .. ممتلكاتهم صغيرة كحجم حُرِيَتَهِم أُرَفرِف جناحي مرةً أُخرى و أُشاهِد جمُوعاً تُصَلي فأسكن عن الحركةِ إجلالاً وتعظيماً للمصلين .. بل يسجد قلبي معهم و يركع عقلي وتُكَبِّر نفسي و تخشع روحي و ترى كُلَ عِضو مني قد خرَّ مُسَبِحاً شاكرا ثم أسمعُ ضجيجاً صاخبا أذهب لأستكشِفَ الأمر و إذا بها حفلةٌ أقامها الكبار وحضروا فيها الصغار و سيُعاقَب عليها الصغارُ و الكبار ! وفي الجهةِ الأُخرى مخططاتُ تدميرٍ و استئصال عزة وشرف من يقاومون الظُلم لبناء النصرُ الإلهي نصيحتي يا مَن حطَت أقدامُكُم على تِلكَ الأرضِ امشوا بِبُطئ و أنْتُم صامتين كيلا تُزعِجُ أقدامَكُم النائمين المُسَيَرين ذوو الأعيُن المُتَفَتِحَة و العقولٍ المُغْلَقَة ! ذلك حُلْم .. لكن رؤيته واقعية ! فـكم هي صغيرةٌ حدودهم .. ضيقةٌ مساحتهم .. منعدمةٌ حريتهم فهنيئاً لكم أيها الطيور م\ق