قال ابن قيِّم الجوزية-رحمه الله - ما ابتلى اللهُ سبحانه عبدَهُ المؤمن بمحبة الشهوات والمعاصي وميل النفس إليها إلا ليسوقه بها إلى محبة ما هو أفضل منه وأنفع وأخير وأدوم , وليجاهد نفسه على تركها لله , فتورثه هذه المجاهدة محبة الله والوصول إلى المحبوب الأعلى , فكلما نازعته نفسه إلى تلك الشهوات واشتدَّت إرادته لها وشوقه إليها ؛ صَرَفَ ذلك الشوق والإرادة بشوق أعظم, ومحبةٍ أكبر,وهيمحبة الله عز وجل) "الفوائد ".
وليسَ مَن آثر محبوبة مع منازعة نفسه , كمن آثره مع عدم منازعتها,
فلماذا كان صالحو البشر أفضل من الملائكة ؟ لأنَّ الملائكة ليس لديهم شهوات ومنازعات , منقادون إلى الله بطبيعتهم , يسبحون الليل والنهار لا يفترون ... لكن الذي الذي يسبح ويعبد دون أن يفتر , مع منازعة نفسه والشهوات ومع هذه العوائق والعلائق هو صامدٌ صابر ؛ هذا أعلى .
ولماذا كانت المرأة من البشر من أهل الجنة أفضل من الحور العين ؟ كانت أفضل بمجاهدتها نفسها , ومراغمتها نفسها , والتغلب على الشهوات وصبرها وصلاتها وصومها وعبادتها .. فهي بهذا أحسن من الحور العين .
فهو سبحانه يبتلي عبده بالشهوات : * إما حجاباً له عنه * أو حجاباً له يوصِله إلى رضاه )