أنت وشتآئي ♥ !!
أُطِل مع الشرفة لأرى الشتاء كيف إستولى على ملامح العآلم .. ؟!
فهو غاضب هذا العام ..
موجات البرد عآلية .. وتيارات الهواء صاخبه..!
وحتى قطرات المطر .. أشعر بها متمردة قاسية ..!
تصبو لإصابة كل الآنحاء ..
والسماء ملبدة بالغيوم ..
تلك الطبيعة الساحرة لم يعد يُرى منها سوى ...
أشجار شاهقة تقاوم الهواء ..
فيرغمها على الخضوع ..!
وبقايا حُطام بفعل الرياح
وأرض يكسوها المطر أو البَرَدَ ..
حتى البشر أعلنوا منع التجوال ..!
والشمس مازالت تحاول إزاحة الغيوم ..
ولكن عبثاً لم تُرى ..!
ومازلت أتأمل الحال والأحوال ..
وفجأة ..
أذا بصوت الرعد يُزمجر في الأنحاء ..
وإذا بالبرق يُشق عنان السماء ..
والمطر يُعلن الإنهمار بلا عناء ..
فسرت قشعريرة بجسدي ..
لتوقفني عن الإبحار ..
فأسدلت الستار في محاولة بائسة لنسيان ذاك المنظر الكئيب
فأشعلتُ شمعتي
وأستجمعت كفاي حول كأس قهوتي ..
لأجمع بعضا من شحنات الدفء بجسدي ..
وكلما إزداد صوت المطر ..
إزددت في ضم يداي حول الكأس ..
وعيناي تتأمل أبخرته
وهي تشق أجوائي لتشاركني عبق المكان ..
وضوء شمعتي مازال يحاول..
مجابهة الظلام ونشر نوعا من الدفء المعنوي بأركاني ..
وفجأة ..
إذا بصورته تستبيح سطح القهوة
وإذا بأنظاري تعتنق تلك الصورة بل تستوطنها
وعنفوان أشواقي يشعل نيرانه ..
وبدأت أقلب بذاكرتي وذكرياتي ..
فتزداد نار الشوق ضراوة
وبدأت أشعل من دفاتر حبي أحرف
ما زالت تستجمعها حواسي ليعم الدفء الأركان
فصوته يشاركني همس المكان
وضحكاته تزيد من شوقي
حتى عطره وأنفاسه ..
طغت على رائحة قهوتي
أشعر به بجانبي يضمني إليه ويدثر جسدي ويُدفيني
ويتلو علي حكايا اليوم والبارحة
فكل شئ بحضرته أصبح مختلف
فالملامح إستعمرها الفرح والإبتسام
وأُزيح عنها الضيق والوجل
حتى الدفء عم المكان وأستوطن الجسد
وبدأت أمنيات سمائي تهطل
بأن تحلق حماماته بعمقها
وبينما أنا أستفيئ تحت مظلته ..
إذا بالظلام يعم المكآن ..!
وإذا بوحدتي تعود لأستفيق ,,
على أمل أن أجد شمعة أخرى وأخرى
ليُشاركني عمرها والمزيد المزيد من عمري
همسة ..
لم أكن أعلم أن شتائي لايحتاج سوى صورتك ليكون ربيعا" !!