كثيرة هي الأوقات التي أتعطش فيها لصوت
يدمدم جرح بداخلي ينزف
ولكن لا أحد سواك يا ورق
يعطيني حرية وشم جسده بـِ ندبات
يرشقها الوقت و يرحل .
لا أعلم ما هي عقدة الوقت معي ؟!
حين أنتظر الأشياء لا تأتي في وقتها
وحين أمقتها تأتي في وقتها ,
كأن الوقت يحرضها على عصياني , نسياني .
لا أعلم قد أكون أنا لعنة على الوقت , كما تقول أمي :
"أنت لا تأتي إلا في الوقت الضائع" ,
بالمناسبة : من الضائع أنا أم الوقت ؟!
كثيرة هي الأوقات التي أتعطش فيها لصوت
يدمدم جرح بداخلي ينزف
ولكن لا أحد سواك يا ورق
يعطيني حرية وشم جسده بـِ ندبات
يرشقها الوقت و يرحل .
لا أعلم ما هي عقدة الوقت معي ؟!
حين أنتظر الأشياء لا تأتي في وقتها
وحين أمقتها تأتي في وقتها ,
كأن الوقت يحرضها على عصياني , نسياني .
لا أعلم قد أكون أنا لعنة على الوقت , كما تقول أمي :
"أنت لا تأتي إلا في الوقت الضائع" ,
بالمناسبة : من الضائع أنا أم الوقت ؟!
بائع الورد لم يعد موجودا في زماننا هذا ,
ففي زماني كثروا باعة الشوك فهم يغرسونها في
أقدام المارة بمحض غفلة .
فانتعلوا الطرقات حتى لا تشج أقدامكم
و أن مجرد الحديث عن هذه المعضلة يجعل
نبضاتها الصغيرات يركضن دون هوادة بعكس اتجاه الريح .
و كنت أخبرها أني أنا الأخر أخشى (وأد الأمنيات)
و أن الأمنيات هن بناتي اللاتي لم أمنحنهن اسمي .فكانت تربت على كتفي
و تمضي بنصف ابتسامة خاوية الملامح
ثم تركض وتقف أمامي فجأة و تحضنني دون
أن تنبس بكلمة .كانت امرأة غريبة الأطوار ,
أرغمتني على عادة التجسس البغيض
أراقب تحركاتها أثناء نومها كانت كثيرة التقلب
أثناء النوم و كأنها تصارع الموت
ولكن (سر البلل) بات يعشش في ذاكرتي
وظل يشلني عن المضي في نسيانه ,
حتى وجدتها تكتب سراً : "أعشق البلل
لأنه لا يجعلني أحتاج الدموع فإني أخشى الجفاف "
أكانت تبكي بعين السماء !
اللحظات الثمينة نخبئها في ذاكرتنا خشية
أن يبيعها النسيان بِـ أبخس الأثمان ,فالحزن
يا صديقي كافر يزرع الجوع بذاكرتي
حتى أجتر كل قطعة وجع و أتقيئها
انتبذ عن الضجيج و أغرس رأسي بكومة تراب
أريد أن أسمع أصوات الأموات و شهقاتهم !
أهي المقابر موحشة كغرفتي أم أشد وحشة !
يقولون : أن المقابر تتضور جوعاَ , أحين نموت
عظامنا ستلتهمها الأرض و تلعق أجسادنا !
أحضروا لي ميتاً يخبرني كم هو الموت موحش !
أرجوكم لا تقولوا كما قال صديقي: "دعكم من هذا المجنون"
لـِ حبيبتي قلب كالسكر يذوب في المطر,حين
تمشي ترقص الزهور تحت قدميها
و ينمو الفرح في أوردة الأرض و تعشوشب الأرصفة
و يتعرى الشجر من أوراقه و يصبح الكون خريفاً كعينيها ..
و حين تنام تتشرب الطرقات الهدوء و تنطفئ المنارات
و ينتحر الضجيج على شفتيها .
و يقبل القمر جبينها و يحصي أنفاسها حتى تستيقظ
لِـ يستيقظ الصباح و يتنفسها .
الثقة كنز ثمين بالنسبة لي دفنته في بعضهمولكنهم
اختلسوه و هربوا ـ غير مأسوف عليهم ـأصبحت فقير
جداً في تعاملي مع الآخرين ,
أعاملهم بحذر فلا شيء لدي لأمنحهم إياه فما عدت
أملك وجها يحتمل صفعات الخيبة .
فلم أبرئ بعد من تلك الثغرات التي أحدثتها
أصابعهم الكثيرة في وجهي
قال لي أحدهم "إن شفاء الأحلام لا يكون
إلا بتحققها أو موتها"
ولكن أحلامي الصغيرة لا تتحقق و لا تموت !
حاولت شنقها , دهسها , قتلها ,
ولكنها كانت تتشبث بالحياة
تستقي العناد من شخصيتي و تنسج من
النور شفاهاً لتتنفس بها .
هناك عادة بغيضة أدمنتها حتى باتت جزءاً من شخصيتي
الرعناء(كثرة التساؤل) : لما المطر و الماء و كل
شيء طاهر لا لون له !؟لما الهواء و حضن أمي
وكل شيء ثمين لا رائحة له ! ؟
لما الأشياء التي لا صوت لها لا نحس بسقوطها
إلا بعد فوات الأوان؟
تتقافز أسئلتي بحثا عن إجابة تروضها .
و الأرق يطارد النوم في ساحات عيوني حتى يقصيه .
الأمنيات الصغيرة التي لا تنمو كيف تتنفس
وكل شيء يخنقها ؟كل فجر أستيقظ خلسة
أنثر أحلامي بوجه السماء و أغمض عيني :
و أتمنى أمنيات كثيرة كثيرة بعدد الرمل وكأني
حين أتفوه بها أحكم عليها بالإعدام ,
لكني الآن أيقنت أن الأمنيات لا وطن لها يجب
أن تبقى مشردة و تبات على الأرصفة حتى
لا نصاب أجسادنا لتذبل بخيبة ظلام تقطن
غارقة آمالنا بضجيج حزننا البغيض
من ينقذها حين تكون أيدينا مصفدة ,
كيف تتنفس تحت سطح الظلام ؟
ومن سيعد لها حرية الحياة بحياة
قالت لي:
بعض الأصابع تكسر الزجاج لتتلذذ
بانكساب الدماء والتمرغ بها ..
قلت لها:
شذرات الدم الحمراء تغري على
الإسهاب في الوجع والحنين ..
قالت: أكرهك يا سادي الوجع ومضت ..
يالها من متمردة !
لكم مني كل المحبة
{خيل الغرام}