قضية "رجل المرور" بالدواسر بدأت بـ"ما تعرف المراجل" وانتهت بإطلاق النار

العقيد الحارثي يشير للصفع بورقة "مخالفة قطع الإشارة" والاعتداء بالعقال


عبدالله البرقاوي-علي العرجاني - سبق- وادي الدواسر: تكشفت تفاصيل جديدة لقضية مقطع الفيديو، الذي جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، وظهر فيه اشتباك بين مواطن ورجل مرور، وتضمن الاعتداء على رجل المرور بالعقال قبل أن ينتهي بإشهار رجل المرور سلاحه مطلقاً منه رصاصة أصابت المواطن.

وأشارت مصادر "سبق" إلى أن القضية التي تنظرها هيئة التحقيق والادعاء العام وقعت في أحد شوارع محافظة وادي الدواسر عصر الأحد الماضي، فيما لا يزال المواطن المصاب موقوفاً ويتلقى العلاج بالمستشفى، إضافة إلى أحد أقاربه الذي ظهر في المقطع، كما تتواصل عملية توقيف رجل المرور في مقر عمله؛ لإكمال الإجراءات اللازمة.

"سبق" التقت أطراف القضية، ومنهم شقيق المواطن، الذي اتهم رجل المرور بالتعدي على شقيقه ، مستشهداً بمقطع فيديو صورته كاميرات المراقبة في المحل. مشيراً إلى أن بداية الإشكالية كانت بتجاوز الإشارة البرتقالية، وإصدار المخالفة، وردّ شقيقه بعبارة "بعض الرجال ما تعرف المراجل"، فيما يؤكد مرور وادي الدواسر أن المواطن صفع رجل المرور بالمخالفة، واستنجد بأقاربه، وقام بضرب رجل الأمن بالعقال، ومزَّق ملابسه الرسمية.

وفي التفاصيل يقول إبراهيم عبدالله المتعب، شقيق المواطن المصاب، إن شقيقه تجاوز الإشارة عندما كانت برتقالية، وتم استيقافه من قِبل رجل المرور، وحُرِّرت له مخالفة، رغم إيضاحه أنه تحرك والإشارة برتقالية؛ لأن لديه ضيوفاً في المنزل، وكان مستعجلا للقائهم.

وأكمل المتعب قائلاً: "شقيقي استلم المخالفة، وقال (بعض الرجال ما تعرف المراجل)، وذلك عند الخامسة والنصف مساء، وركب سيارته وغادر، فيما ظل رجل المرور يلاحقه حتى توقف بجوار محال أقاربنا بعد 10 دقائق، بعدها قام رجل المرور بسحبه والحلف عليه لركوب الدورية وسط ترديد شقيقي عبارات يطالب فيها رجل المرور بتركه والابتعاد عنه".

ويتابع المتعب "شقيقي في هذه اللحظات ثارت أعصابه نتيجة إهانته أمام المارة ؛ فقام بضرب رجل المرور بالعقال، ومن ثم دخل إلى المحل قبل أن يفاجئه رجل المرور بإشهار السلاح من الخارج وإطلاق النار عليه داخل المحل؛ ما أدى إلى إصابته بكسر في الفخذ".
وأضاف "المؤسف أن رجل المرور ركب سيارته وغادر، ولم يحاول حتى إسعاف المصاب".
ويؤكد المتعب أن كاميرات المحل وثقت جميع هذه الأحداث، كما تكشف المقاطع أنه لم يحدث أي تعاون على رجل المرور، والشخص الثالث كان يحاول تهدئة الأمور. مبيناً أن شقيقه نُقل للمستشفى، ولم تُجرَ له عملية إلا بعد 5 ساعات من الحادثة نتيجة بطء الإجراءات الأمنية.

واعترف المتعب بخطأ شقيقه، مشدداً على أن خطأ رجل المرور كان غير متوقع ، كما أنه كان لدى رجل المرور طرق عدة أخرى للتعامل بدلاً من إطلاق النار بهذه الطريقة ومغادرة الموقع على حد قوله.

وبرأ المتعب الشخص الثالث قائلاً إنه كان يحاول تهدئة الأمر، والمقطع يثبت ذلك؛ حيث ظهر يحاول إبعاد رجل المرور عن المحل، مستغرباً إيقافه منذ الثلاثاء الماضي على ذمة القضية.

وقال المتعب "لن نترك ما جرى يذهب بسهولة؛ حيث سنصعّد القضية للجهات المعنية مدعمة بجميع ما يثبت تجاوز رجل المرور الأنظمة والتعليمات".
وناشد المتعب الجهات المختصة تشكيل لجان من خارج المرور للتحقيق واتخاذ اللازم بحيادية.

من جانبه قال لـ"سبق" مدير مرور محافظة وادي الدواسر، العقيد عايد بن سالم الحارثي، إن رجل المرور الذي ظهر في مقطع اليوتيوب أحد أفراد مرور وادي الدواسر.

وروى الحارثي تفاصيل المقطع قائلا: خلال يوم الأحد الماضي كان أحد أفرادنا متمركزاً بالقرب من إشارة على الطريق العام بحي الخماسين؛ لوجود حملة أمنية في المحافظة، وأثناء قيامه بمهام عمله فوجئ بسيارة من نوع جمس تقطع الإشارة الضوئية عمداً، وبعد أن قام رجل المرور بتعقب السيارة وإيقافها، وبعد تحرير مخالفة بحق السائق، قام المواطن بصفع رجل المرور بورقة المخالفة في وجهه وفر هارباً مرة أخرى متوجهاً إلى محال تجارية كان يوجد بها أقاربه.

وأشار الحارثي إلى أن المواطن ترجل من سيارته، ولحق به رجل الأمن، وقبض عليه، وطلب اقتياده معه في سيارة المرور إلى المركز، إلا أن المواطن رفض طلب رجل المرور، وتشابك معه، وقام بالاعتداء عليه بالعقال، واستنجد بقريب له، وقام أحدهم بقبض رجل الأمن والآخر يعتدي عليه، وانقطعت بذلته، وحاولوا سلب سلاحه، فقام رجل الأمن بالدفاع عن نفسه وسحب مسدسه، وأطلق طلقه نارية استقرت في قدم السائق الهارب.

وأكد الحارثي أنه بعد تلقيه البلاغ بالحادثة انتقل مباشرة للموقع، وطلب مساندة من الفِرَق الأمنية، ونُقل المصاب إلى مستشفى وادي الدواسر، وتم القبض على المواطن الآخر الذي شارك في الاعتداء، وجرى التحقيق معه، وعمل تقرير بجميع تفاصيل الحادثة، وتم التحفظ على رجل الأمن حتى إكمال ملف القضية من قِبل الجهات المختصة.