اعذرونا يا أطفال غزه

أعذرونا...يا أطفال غزة
الكاتب: صادق الخضور
أنتم وفقط أنتم... عنوان هذه المرحلة...رحيلكم فاجعة هزت أركان الروح...
ومشاهد قتلكم دون ذنب تحاول استنهاض العالم الذي مات..
والضمير العالمي الذي بات في إجازة.
بقايا دمى خالطت ركاما يعبّر عن بقية بيوت..
والبقية لمّا تأت بعد...فقد رحل من رحل،
وبقي الأحياء ينتظرون مصيرهم المجهول..
دون ذنب أو جريمة.
وسط الدمار..جثة محروقة أو يد مبتورة أو كتاب تمزقّت أوراقه..
تاهت العناوين، لكن الملامح تشير إلى طابع مأساوي بحت.
يا أطفال غزة،، أعذرونا إن رحلتم دون أن يحرّك العالم ساكنا،
فرحيلكم برهن أن حقوق الإنسان في إجازة،
ويبدو أن قذائف قتلكم باتت في نظر العالم مشروعة مجازة...
قد كنتم تحلمون بانتظار طلوع النهار أملا في اللهو بلعبة
تحملونها وما دريتم أنكم ستغدون المحمولين في جنازة!!!
جراحكم نازفة.. ومآقينا صارت للدمع مكتنزة،
وثيابكم التي تناثرت هنا وهناك ..
. عرّت العالم المتحضر قبل أن تعريكم .. وعبثا سينجح في ستر عوراته!
بعضكم ارتدى قمصانا رياضية .
..وكنتم وكنّا نظنّ أن هناك خطوطا حمراء قد تحميكم
.. فلم تشفع لكم براءتكم، ونال القصف منكم..
فلا أكملتم تناول سحور قد بدأتموه...
وكنتم قبل هذا وذاك لم تكملوا إفطارا تناولتموه
على عجل... لحظات متسارعة..مرّت على عجل...
سرعان ما كشفت نهاياتها عن قرب الأجل ...*
يا أطفالنا الراحلين قبل اكتمال دورة الزمن،،
سيكتب التاريخ في جنباته... يحكى أنّ أطفالا لا ذنب لهم..
. ذُبحوا على مرأى العالم ذات مساء...
مشاهد الدمار نطقت رغم صمتها، والعالم المتكلم
بعباءة الصمت اكتسى..هي مفارقات قلمّا تكون..
لكنها تكون..متى؟ وكيف؟
عندما تهون حياة الأطفال على العالم
.. أما الكيفية فتكفي مشاهد الشجاعية لتسردها.
سيكتب التاريخ..وقد لا يكتب، فالتاريخ لا ينصف وليس شرطا أن ينصف
....وقد ينسى أو يتناسى مأساة تضاف إلى مآسٍ،
فقبل الشجاعية رحل عشرات الأطفال.. وبعدها عشرات..
وقبلها وبعدها أطفال ظلوا دون آباء وأمهات .
. ليموتوا حتى وإن بقوا على قيد الحياة.
بانتظار العيد كانوا...وعلى بعد أيام من الموعد الجديد
مع الدراسة والصف..لكن النهاية كانت أسرع وأسرع..
. فقد زهقت الأحلام كما الأجساد بفعل القصف...
ورغم كل ذلك تواصل وضع قضية رحيلكم على الرف...*
يا أطفال غزة،
للراحل منكم وقد حال رحيله دون إكماله لعبة كرة قدم
، وللراحلة التي لم تكمل تزيين دميتها؛ لكم جميعا نعتذر.
.. فقد كنّا نعتقد بأن العالم لم يزل محتفظا بقسط
من احترامه لحق الأطفال في الحياة...
لكن ذلك لم يكن، فرحلتم وأدميتم قلوبنا
بل وقلوب كل من يمتلك ذرّة احترام لذاته....
أيام ويأتي العيد.. ويبقى ما تبقّى من مصروفكم
الذي ادخرتموه لهدية العيد حبيس الحصّالات.
. ببساطة لأنها باتت تحت الركام.. فعذرا ... ولكم الرحمة.
راقت لقلبي ♡♡معكم الله ياغزة♡♡