... وانقطع الصوت
كلما حاولت أن أكتب قصتنا.. تراجعت .. اولا لان بطلتها لا تستحق منى جهدا فكريا او كلمة تخلد ذكرها فهي بين هذا الرجل وذاك وكأنها تبحث عن شيء لم تجده في أي رجل
ثانيا اني من سنوات لم اقرأ عنها اثرا في جريدة او اسمع لها خبرا في منبر ثقافي رغم انها كانت دلالة حب بين المنتديات والملتقيات الثقافية
آخر ما بلغني عنها انها صاحبت احد الكنديين الى بلاده ولعلها وجدت فيه ماتريد وهان عليها الدين والوطن وحضارة البلد فقررت العيش معه اذ وجدت فيه ما لا يستسيغه رجل بكرامة
ثالثا أني اكره ان أدون سيرة احد دون أطلب منه اذنا او أستأنس منه براي
أول أمس وانا في مقهى قرب متجري داهمني صديق كان معنا طالبا في السوربون
دردشنا كثيرا في كل الاحداث قبل ان افاجئه
هل تدري فيما افكر هذه الايام ؟
وقبل ان افتح له باب الرد قلت وضحكة تغازل وجهي :
ان أكتب قصة عن ....... مارايك ؟
استغرب .. وقال :
وما الذي ذكرك بها بعد هذا الزمن ؟ .. هل الغربة لوحت بذكريات قديمة ام نسائم حب مابلغ لها أريج الا اليوم ؟
قلت وقد ركزت في وجهه بنظر
ـ لا هذا ولاذاك لاني لا اشكو غربة فالصغيرة عايدة تملا حياتي والحاجة لاتترك فرصة دون ان تحثنا على سفرة الى هنا وهناك وراحتي بين الحرف تقتل بعضا من مللي .. ثم وكما تعلم ا ن ما كان بيني وبين .... لم يكن حبا فهي كما تعرف كانت لا تستقر مع رجل حتى تتدلى عينها على غيره
كل ماهنالك مجرد شهوة للكتابة
اتسعت ضحكته وقال : اتكل على الله ... عسانا نقرا عملا يستخرج ما خفي من علاقة خلال سنوات الغربة في بلاد الأنوار
تنهدت ثم قلت : لكني لا املك لها عنوانا فمنذ رحيلها الى كندا انقطعت كل اخبارها وأكره أن أكتب عن انسان دون اذن منه
قال : لا يهمك الليلة يكون عندك رقم هاتفها ..
خمس مرات وانا اتصل بالرقم الى ان ردت علي بصوت ارخى عليه النوم بثقل
بعد مفاجاة منها لصوتي الذي وصلها بعد سنوات و دردشة قليلة عن حياتها و بعد عتاب مجاملة منها اخبرتها بما انوي القيام به
بعد دقائق من التفكيراجابت:
ـ هل رغبتك أكيدة ؟
لم ارد
لاباس .. اعرف عنادك حين تصر على امر ... لكن تعرف اني معروفة جدا في الاوساط الثقافية ،ولا اريد ان تنشر غسيلي في واضحة الشمس خصوصا وانا اتهيأ للعودة قريبا
قلت : ماذا تقترحين ؟
قالت : وقد بدا صوتها يتوضح أكثر
ــ أرفض ان تذكر اسماءنا صراحة
ـ طبعا .. لن اغامر بسمعتك
ــ ارفض أن تشير لمعاهد دراستنا او اصدقائنا او الاماكن التي التقينا فيها او كانت لنا فيها ذكرى
ـ وبعد..
ــ ان تتجنب الأحداث التي تدل على دراستنا او مهنتنا او الجرائد التي كتبنا فيها
ـ وبعد ..
_ ألا تذكر اية كلمة جنسية تحفظها عني او تفوهتُ بهاو انا معك
ـ وبعد..
ــ ألا تشير الى الحزب الذي كنت أنتمي اليه او الاجتماعات التي كنت أحضرها مع الطلبة الفلسطينيين أو الدول التي زرتها
ـ وبعد..
ثم قالت بشيءمن التردد وكأنها توحي الي انها اسقامت :
_ وأرجوك ألا تذكر العلامات الجسديةالداخلية والخارجية التي تعرفها أنت كما قد يعرفني بها غيرك او تذكر سلوكات كانت تصدر مني ....
او اوضاعا كنت افضلها .....
ـ وبعد
_ ان تقول في نهاية القصة انك انت من تركتني لانك كنت ساديا تضربني كلما هاج بك الشبق وأنا كنت ارفض هذا السلوك فطردتني من حياتك
ـ ابدا لن اكذب على قرائي وليس من أخلاقي تحقير المرأة او تعذيبها أو ترك هبة ريح تلمسها بسوء حتى ولو كانت من فصيلتك
قبل ان اقفل الخط سمعت صوت رجل يقول بفرنسية كندية :
ايتها القذرة كم نصحتك الابتعاد عن اشيائي اين وضعت صندوقة الحشيش ؟ ساقتلك ..
صيحة دوت عبر الهاتف وانقطع الصوت
محمد سعد