عِنَدَمّا يُتَوَقَّع الْنَّاس كُلِّهِم فَشَلِك !!

عِنَدَمّا يَرَوْنَك قَد سَقَطَت ، وَلَم تَعُد قَادِرَا عَلَى الْوُقُوْف مُرَّة أُخْرَى !!
عِنْدَمَا يَنْظُرُوْن إِلَيْك بِازْدِرَاء ، لِأَنَّك فِي نَظَرِهِم فَاشِل كَبِيْر ، لَا فَائِدَة تُرْجَى مِنْك !!
عِنَدَمّا يُكَبِّرُون لَك الْاخْطَاء الْصَّغِيْرَة ، وَيُحَوِّلُونَهَا إِلَى جِبَال مَن الْخَطَايَا وَالَّذَّنُوب !!
عِنَدَمّا يُقَارْنُونَك بِغَيْرِك ، مُحَاوِلِيْن إِيصالِك إِلَى حَالَة مِن الْيَأْس وَعَدَم الرَّغْبَة فِي الِاسْتِمْرَار !!
عِنَدَمّا تَرَاهُم كُل يَوْم ، فَتَذَكَّرُك وُجُوْهِهِم الْسَّوْدَاء بِأَخْطائِك الْسَّابِقَة ، وَتَنْسَى مَعَهُم مَا حَقَّقَتْه مِن إِنْجَازَات !!
عِنَدَمّا تَرَى مِنْهُم كُل هَذَا ، وَتَسْتَجِيْب !!!!!!
فَأَنْت تُحَقِّق لَهُم أَغْلَى أَمَانِيُّهُم ، وَأَقْصَى مَسَاعِيَهُم ~~~
لِأَنَّهُم عِنْدَهَا قَد نَالُوْا مِن ثِقَتُك فِي نَفْسِكـ
رُبَّمَا تَفْقِد مَعْنَى الْحَيَاة ، لِأَنَّه لَا أَحَد يَرَى فِيْك
سِوَى الْفَاشِل الْمُخْطِئ ، وَهُم كُلُّهُم نَاجَحُوْن !!
سَوْف تَكْرَه نَفْسَك ، وَتَلُوْم ذَلِك الْكَائِن الْمِسْكِيْن ، حَتَّى يَصِل بِك الْحَال إِلَى حَالَة مِن الْيَأْس الْشَّدِيْد ، وَالْاكْتِئَاب الَّذِي لَا تَنْتَهِي حَلَقَاتِه !!
لَحْظـــــــــــة مِن فَضْلِكـ!!!!!
سُقُوطِك لَيْس مَعْنَاه الْنِّهَايَة ، خَطَأَك يُمْكِن أَن يَقُوْد إِلَى الْصَّوَاب، نَظْرَتُهُم لَك لَيْس لَهَا أَي مَعْنَى لِأَنَّهَا لَا تَعْبُر عَن شَخْصِيَتَك الْحَقِيقِيَّة ،
هُم يَرَوْن مِنْك جَانِبَا وَاحِدَا ، وَلَا يَعْرِفُوْن بِأَن مَا وَرَاء الاكَمَة مَا وَرَاءَهَا ..
تَّكْبِيْرُهُم لْمَسَاوِئِك دَلِيْل نَقُص فِيْهِم ، وَلَيْس دَلِيْل عَيْب فِيْك ،
هُم ضَيِّقو الَّافُق ، لَا يَتَمَتَّعُوْن بِالْحِكْمَة ، يَبْحَثُوْن كَمَا الْذُّبَاب ، عَن فَضَلَات الْاخِرِين فِي مَجَامِع الْقُمَامَة ، لَيْسُوْا كَالَّنَّحَلَّة الَّتِي تَأْخُذ الْرَّحِيْق مِن الْزُّهُوْر مِن غَيْر أَن تَتْرُك فِيْه خَدْشَا وَاحِدا وَلَو صَغِيْرا ، لِتُنْتِج لَنَا أَحْلَى أَنْوَاع الْعَسَل ..
لِأَنَّهُم لَا يَعْرِفُوْنَك ، يُقَارْنُونَك بِغَيْرِك ، يَظُنُّوْنَك مِثْلِه ، وَيَقُوْلُوْن لَك :
يَجِب أَن تَكُوْن مِثْل فُلَان ، وَمَثَل عَلَان ..
أُنْظُر مَاذَا أَصْبَح ، وَكَيْف صَار ، هَل هُو أَفْضَل مِنْك ؟!!
قُل لَهُم : لَا ، هُو لَيْس أَفْضَل مِنِّي ، لَكِنَّكُم لَا تَعْرِفُوْنِي ..
أَنَا لِي شَخْصِيَّتِي الْمُسْتَقِلَّة ، وَلَا يُمْكِن أَن تُقَارَنُوْنِي بِهَذَا وَذَاك ،لِي قَرَارِي وَلِي حُرِّيَّتِي الْخَاصَّة ، أَسِيْر فِي هَذِه الْحَيَاة كَمَا أَشَاء أَنَا ، لَا كَمَا تَشَاءُوْن أَنْتُم ..
لِي أَهْدَاف وَسأصِل إِلَيْهَا بِإِذْن الْلَّه ، وَلَا تَهُمُّنِي رُدُوْد أَفْعَالِكُم تُجَاه مُخَطَّطَاتِي وَأَحْلَامِي ..
لَن أَكُوْن كَمَا تُرِيْدُوْن أَنْتُم ، سَأَكُوْن كَمَا أُرِيْد أَنَا ..
سَأُصْبِح كَمَا أُرِيْد أَنَا ، وَعِنْدَمَا أَصْل بِإِذْن الْلَّه سَتَرَوْن مَعْدِنِي الْخَاص ..وَوَجْهِي الْحَقِيقِي ..
أَخِي ... أُخْتِي .. تَذْكُرَا شَيْئا وَاحِدَا فَقَط ..
أَنَّه لَا أَحَد سَيَتَضَرَّر مِن فُّقْدَانِك لِثِقَتِك فِي نَفْسِك سِوَاك ..
وَلَا أَحَد سَيَتَأَلَّم مِن وَطْأَة هَذَا الْوَاقِع الْالَيْم غَيْرُك ..
فَابْتَسَم وَتَجَاوَز وَاقِعِك وَانْظُر بَعِيْدا ، لِتَرْتَفِع بِنَفْسِك عَن هَذَا الْمُسْتُوَى الْاشْبَه بِالْحَضِيْض .. وَإِيَّاك ، أَن يُزَعْزِع تِلْك الثِّقَة أَحَد كَائِنا مَن كَان ..
وَسَتَرَى أَنَّك مُتَمَيِّز عَنْهُم ، يَقْتَدُوْن بِك ، وَيَسِيْرُوْن خَلْفَك ، وَتُصْبِح فِي نَظَرِهِم ، مِثَالَا لِلْإِعْجَاب وَالْتَّقْدِيْر ..