إصابة الطفل بالحمى لا تعني دائماً أنه في خطر
يلجأ الأهالي في كثير من الأحيان إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات والمراكز الصحية في حال أصيب أطفالهم بالحمى، ولكن ليست كل أنواع الحمى خطرة أو تتطلب علاجاً طبياً. لكن وعلى مسؤولية الدكتورة مارسيلينا ميان أخصائية طب الأطفال في كلية طب وايل كورنيل في قطر، فإن إصابة الطفل بالحمى لا تعني دائماً أنه في خطر.
وقالت الدكتورة مارسيلينا خلال محاضرة ألقتها بعنوان "عندما يصاب طفلك بالحمى" وذلك ضمن سلسلة محاضرات "أنت والطب" التي تنظمها الكلية.
وأوضحت الدكتورة ميان أن الحمى تُعتبر مؤشراً على أن الطفل يعاني من شيء ما، ولكنها تفعّل نظام المناعة في الجسم وتجعله واحداً من أكثر الآليات المحصّنة. إن الإصابة بالحمى التي تتراوح حرارتها ما بين 37,5 و 40 درجة مئوية، تساعد الأطفال المصابين على التغلّب على الالتهابات. وبطبيعة الحال، فإن حرارة الطفل البالغة 37 درجة مئوية يمكن لها أن ترتفع درجتين خلال النهار.
وأكدت الدكتورة ميان في محاضرتها أن الحمى التي تتراوح حرارتها ما بين 37,8 و39 درجة مئوية، لا تتطلب علاجاً طبياً. فعوضاً عن ذلك، يمكن أن يعطى الأطفال علاجاً مساعداً يعتمد على الإكثار من السوائل كالشاي الخفيف وعصير التفاح وما شابه، بالإضافة إلى ارتداء ملابس خفيفة. وقالت إن المصابين بالحمى التي تبلغ 39 درجة مئوية والتي تدعهم يشعرون بالإزعاج، يمكن لهم حينها أن يعالجوا بواسطة الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين وليس الأسبيرين.
تتضمن عوارض الإصابة بالحمى، الشعور بالإنزعاج والإحساس بالتوعّك، الارتعاش أو التعرّق، الإحساس بالتعب، التوهّج أو الشحوب، الصداع وفقدان الشهية على الأكل. كذلك ينتاب الأهالي القلق عندما يصاب أطفالهم بالتشنج أو فقدان الوعي، ويمكن أن تكون عوارض غير مألوفة لدى الإصابة بالحمى. وقالت الدكتورة ميان في هذا الصدد: "في حين أن هذه العوارض تبث الخوف في نفوس الأهالي، إلاّ أن هذه التشنجات الحموية لا تسبّب تلفاً في الدماغ ولا تؤثر على ذكاء الطفل الذي يعاني من الحمى القوية كما لا يعني أنه مصاب بداء الصرع".
وتابعت الدكتورة ميان قائلة: "يجب على الأهالي تقديم الرعاية الداعمة عندما يصاب الأطفال بالحمى ومراقبتهم في حال ظهور عوارض أخرى. كما ينبغي عليهم استشارة الطبيب في حال كان عمر الطفل المصاب بالحمى أقل من ثلاثة أشهر وتبدو عليه علامات المرض والتعب، أو تصلّب في الرقبة، أو إذا بدأ بالتقيؤ بنسبة تفوق كمية السوائل التي يستهلكها، أو في حال بقي مصاباً في الحمى لأكثر من ثلاثة أيام".
من جهة أخرى، ينبغي على الأهالي طلب المساعدة من طبيب الأطفال في حال ظهرت علامات الجفاف على الطفل المصاب بالحمى، وهي بشكل عام نسبة تبوّل أقل من المعتاد، بكاء من دون دموع، جفاف الفم وعيون غائرة.
وختمت الدكتورة ميان قائلة: "يعتبر الالتهاب المسبب الأول لإصابة الطفل بالحمى، وتعتبر ضارّة بصحة الطفل إذا فاقت حرارتها 40,6 درجة مئوية وهنا تكون الرعاية الطبية مطلوبة. ومع ذلك، فإن غالبية الأطفال تتراوح نسبة ارتفاع حرارة الحمى التي يصابون بها ما بين 37,8 و 40 درجة مئوية، أي أنها لا تدعو للقلق ولكنها في الواقع تساعدهم على تشغيل جهاز المناعة في الجسم
منقول