:1 (103):لا اريد قبلة فقط
استيقظ في السابعة صباحاً , أيقظ والدته...
لم تستيقظ , بكى ( ماما أبي فطور ) , صرخت في وجهه:
فطور الحين؟ أقول رح نام!...
هرب الطفل من أمه وقدأخافته بصوتها المرعب !
فتح التلفاز... وجلس قليلاً...
ثم أسرع إلى المطبخ وقد غلبه الجوع...
أراد أن يصل إلى الرف العلوي من الدولاب لكي يصلح الفطور !
سقط وأسقط معه بضعة! أكواب وصحون !
استيقظت والدته وسارت بسرعة لترى...
اختبأ تحت طاولة الطعامأمسكت بتلابيب قميصه و أشبعته ضرباً وهي تكرر :
ليش ما قلتِ لي إنك تبيفطور! ...
هرب من الخوفولم يأكل.الساعة الثانية عشرة ظهراًأعدت الوالدة الإفطار !
أكل بشراهة... واتسخت ملابسه...
نظرت إليه وصرخت : أنت غبي ما تعرف تأكل , شف محمد ولد خالتك كبرك وأعقل منك؟؟؟اغرورقت عيناه بالدموع وهرب إلى فناءالمنزلولم يكمل إفطارهالساعة الثالثة ظهراً...عاد والده من عمله...فرِح الصغير واستبشر , وأخذ يحدث والدهعن ابن الجيران وعن فيلم رآه في قناة كذا...وعن مسلسل حدث فيه كذا وكذا...كان الوالدمستلقياً على السرير...قالالطفل بهدوء : بابا .. بابا وش فيك ما ترد عليّ؟! حرّك رأس والده بيديه الصغيرتينفإذا به ( في سابع نومة )
الخامسة عصراً...اجتمعت صديقات الوالدة في المنزل! ...وقد تأنق الصغير ولبس أجمل ثيابه...وعندما همّ بدخول غرفة الضيافةسحبته والدته...منيده بشدة وقالت : ما قلت لك يا.... لا تدخل... تبي تفشلني ! رح عند التلفزيون , ولاّرح العب مع عيال الجيران.الثامنة مساءً...
عاد الصغير وقد اتسخت ثيابه الجديدة...
وعلا صوته بالبكاء...
رأته الأم ورفعتصوتها : (الله لا يعطيك العافية يا خبل ) !
وش مسوي في ملابسك؟...أرادأن يشكو لها من أحمد ابن الجيران الذي ضربه وقال له كلام (قليل أدب) !
لكنها ضربته قبل أن يتحدثالتاسعة مساءً...
جاء الوالد , واجتمع مع عائلته للعشاء..
أراد الصغير أن يحدثه عن ابن الجيران...
لكنه كلما همّ بالكلامقال له أبوه : أنا تعبان ماني فاضي لخرابيطك.
العاشرةمساءً...نام الصغير أمامألعابه...فأتت الوالدة لتحمله , وأمطرته بقبلاتها الحارة , ثمتمتمت : أحبك يا أشقى طفل في العالم !ضحك الأب وقال :صح... فيه شقاوة مو طبيعية الله يعينا عليه.والسؤال المهم :هل هذه تربية؟
وإلى متى ونحن نكررالأخطاء؟!
ومتى سنستفيد من الدراسات النفسيةوالتربوية؟وحتى متىسنظل نربي أبناءنا بهذا الإهمال و التساهل ا؟! تنمية الحب العائلي