
حق علينا لك يا رمضان، أن نرحب بك ضيفاً كريماً،
وموسماً عظيماً، وخيرات تتوالى،
وبركات تتعاظم وحسنات تتضاعف،
وسيئات تتناثر وحري بنا أن نفرح بحلولك والقلوب فيك -
بذكر الله - تطمئن، والنفوس تسعد وتأنس والأرواح ترق وتسمو،
والعزائم تقوى وتعلو والأرحام تُوصل،
والزكوات تُخرج والآيات تُتلى، والعبرات تُسكب نهارك -
بالصوم والعبادة - سكينة وطمأنينة وليلك - بالدعاء والقيام -
ضياء وأنوار من كل وجه وفي كل ناحية خير وعطايا تستحق الشكر والتعظيم،
وتستوجب الترحيب والتكريم

يا الله أحقاً أننا ننعم بفضل الله علينا ببلوغ شهر رمضان ,
أهكذا تُسرع بنا سفينة الأيام تبحر في عُباب أعمارنا-
حتى تُسلمنا إلى الدار الآخرة ,
وصدق الله {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَار} يونس:45

إنها الحقيقة الغائبة عن الأذهان , وإن شئت قلت إنه التغافل عنها ,
لأننا كلنا على يقينٍ منها اعلم أيها المؤمن ,
واعلمي أيتها المؤمنة أن الله يحب أهل طاعته , ويفرح بإقبالهم عليه ,
ويجعل أسماءهم عالية في الملكوت إذا كانوا من أهل خشيته
وخواص عباده الصالحين
جاء في صحيح مسلم أن سهيل بن أبي صالح قال:
كنا بعرفة فمر عمر بن عبد العزيز وهو على الموسم
فقام الناس ينظرون إليه فقلت لأبي:
يا أبت إني أرى الله يحب عمر بن عبد العزيز قال:
وما ذاك قلت: لما له من الحب في قلوب الناس،
فقال: بأبيك أنت سمعت أبا هريرة يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، قال : فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض…\” فهل سمت نفسك لبلوغ هذا الفضل ,وتحركت همتك لتفوز بهذا العطاء ,إنها الجنة \” دار المتقين \” إنه الفضل المعجل في الدنيا \” محبة المؤمنين \” وكن على يقين أنه لا وصول لتلك الكرامة إلا بالعمل الصالح الدءوب وشهر رمضان فرصة عظيمة للازدياد من الأعمال الصالحة وبين يديك بإذن الله تلك المنازل , وتوصلك تلكم الدرجات تذكر فضل الزمان من عرف رمضان بفضله , وأيقن بموسم الغفران وعلو منزلته , علت همته لاغتنامه , وسمت نفسه لمبادرة ساعاته , ولم يفرط بلحظة من لحظاته ليقينه بأنه إن فاتته هذه الأيام فلن تعوضها كنوز الدنيا بأسرها وصدق الله {قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تُظلمون فتيلا } وإن انتهي ولم يغتنمه عاش الحسرات في آخره , كم تحسر أكثرنا عند نهاية رمضان كل عام مضى ,لعدم اغتنامه وفواته عليه , فهل سيكون الحال مثله هذا العام ؟

إن رمضان موسماً تضاعف فيه الحسنات , وتكفر فيه الذنوب والخطيئات , أيامه سبيلك إلى الجنان , وصيامه يقربك من الرحمن ,يسمو بنفسك , ويطهرها من درن الذنوب والمعاصي , ليله خير ليل فيه تنزل أعظم كتاب , قامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث أمته على قيامه وبشرهم أن قيامه وصيامه يكفر الذنوب والسيئات , فيه ليلة العبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ألف شهر, الصدقة فيه ثوابها يُضاعف , والعمرة فيه كحجة مع نبيك , والدعاء فيه مسموع , وعطاء الرب للعباد عليهم ممنوح , من مات بعد صيامه يُرجى له حسن الختام

فهل سمت همتك للعمل الصالح فيه ؟
فاللهم وفقنا في هذا الشهر لهداك , واجعل عملنا في رضاك ,
اللهم اجعلنا ووالدينا وأهلينا من عتقائك من النار اللهم آمين

{م}
تــــحــــيــــاتي ...@
~~